ترحاب يحمل كل معاني الإعزاز لنا علي أرض تونس.. وتاجر تونسي يُصر علي أن يقتسم معنا نحن المصريين في متجره.. لقيمات من الخبز، من أجل» العيش والملح».. هي إذن الصيغة الإنسانية الفريدة التي تؤكد مدي روعة المشاعر التي تجمع بين أبناء شعبي مصر وتونس.. دون التفات لأي دسائس قد تُزرع لا تأثير لها علي العلاقات بين الشعوب العربية أبدا! تونس الخضراء بجمالها وروعتها ومبانيها المتفردة باللون الأبيض بنقائه.. وزرقة البحر بصفائه.. وبشعبها الودود المُهذب البشوش «الباهي» تُثبت أنها تستحق التربع علي قائمة بلدان السياحة العربية.. لولا أن قوّض حُلمها الأخضر هذا العام الإرهاب الأسود الذي جعلها خالية بكل مدنها من السائحين بسبب قتل السائحين الأوروبيين داخل مُتحفها الوطني باردو، وفي سوسة، والتي دفعت بكل الدول الغربية لاستصدار منشورات تحذر مواطنيها من الذهاب لتونس.. هذا الإرهاب جعلنا نسمع من كل أهل تونس الذين ضُرب اقتصادهم السياحي – دون ذنب منهم - كلمة واحدة مؤلمة عن الوضع المتضرر لديهم «نحن موجوعين»! كنت أنا ونخبة مميزة من اتحاد الكتاب السياحيين العرب والذي يرأسه الكاتب الصحفي المصري الكبير - صلاح عطية - في زيارة تضامنية لتونس، أو فلنقل في مهمة سامية ضمت الكتاب السياحيين من أغلب الدول العربية، ونخبة من رجال السياحة المصريين في مبادرة تتحدي الإرهاب الذي ضرب تونس، لنؤكد أننا واقفون معها ضد الإرهاب، وكان هذا هو سبب الإصرار علي أن يعقد الاتحاد مؤتمره السنوي هذا العام في تونس، وكان في انتظارنا وزير السياحة التونسي الأسبق التيجاني حداد، وهو في نفس الوقت يشغل منصب رئيس الاتحاد الدولي للكتاب السياحيين، والذي لم يأل جهدا في توفير كافة أسباب الراحة والضيافة والترحاب بنا هو وأسرته الرائعة، تماما كما كان حريصا علي دعم جلسات المؤتمر، وعلي تنظيم الرحلات السياحية لنا لكافة أنحاء تونس، وعلي ترتيب موعد لنا مع وزيرة السياحة والصناعات التقليدية التونسية السيدة سلمي اللومي الرقيق، والتي تتمتع بذكاء حاضر لخصت لنا بفضله في كلمات خطتها لإعادة هيكلة السياحة منها دعم أصحاب المؤسسات السياحية وجدولة ديونهم وتسهيلات لهم في الضرائب، ثم دعم أصحاب الصناعات التقليدية 360 ألف عامل منهم 80% نساء لتعويضهم عن أضرار عدم تسويق منتجاتهم، والاتجاه لتشجيع السياحة الداخلية والعربية «السياحة البديلة» بدلا من التركيز فقط علي السياحة الشاطئية، ثم توجيه كافة الوزارات لدعم السياحة حتي تسترد عافيتها. مسك الكلام.. ليس صدفة أن يضرب الإرهاب السياحة العربية في كل بلد، وأن تُسرق المتاحف، وأن تُنهب الآثار أو أن يتم تدميرها بالكامل.. لكنها خطة غربية ممنهجة لسرقة هوية وحضارة العرب!