عندما التحقت بجريدة الأخبار للعمل في بداية الثمانينات كان الأستاذ رضا محمود مسافرا للعمل في الخارج ولم يسعدني الحظ بالتعرف عليه بصورة جيدة. عندما عاد عرفته لكن ليس بصورة قريبة. لم نتقارب لكن كان الاحترام يسود بيننا. عدم اقترابي من رضا محمود لم يكن مقصودا منه أو مني لكن طبيعة العمل لم تسمح لنا بأكثر من ذلك. ورغم ذلك كانت سيرة رضا عطرة علي لسان كل الزملاء والأصدقاء. كانت أخلاقه وسلوكياته مع الزملاء محل تقدير من الجميع. كفاءته المهنية كانت نقطة إعجاب لنا جميعا فهمه المبتكر لأشكال الإخراج الصحفي الجديدة وهو صاحب اللمسات التي تعبر عن مدرسة أخبار اليوم. كان مرضه صدمة فقد فاجأنا وأعد نفسه للمواجهة مع المرض اللعين الذي لا يرحم. واجهه بمفرده ولم يرد أن يزعج أو يتعب الآخرين لدرجة أنني وبعض الزملاء طلبنا زيارته فاعتذر لأنه لا يريد إزعاج أو إرهاق أحد بالزيارة. غادرنا رضا محمود ولم أسعد بصحبته بصورة أعمق رغم فضولي بسبب حديث أحبته عنه. كنت آمل أن تتيح لنا الأيام فرصة التقارب والتواصل لكن القدر لم يسمح لنا. لطالما قدرت رضا محمود إنسانا وفنانا صحفيا ويكفينا عفة لسانه وابتسامته البشوشة. رحمه الله وألهم أهله وزميلتنا العزيزة أميرة رضا الصبر والسلوان.