لقد اكدت كارثة المهاجرين مادية الحضارة الاوروبية وانقطاع اي صلة لها بالجوانب الانسانية ؟ ثم ان موافقة اوروبا علي استقبالهم.. والحفاوة بهم والانفاق السخي عليهم ليس الا جزء يسير من الثروات التي نهبتها القاعدة الذهبية تقول «قبل ان نعالج العرض لابد ان نعالج أصل الداء واساس المرض» وفي كارثة المهاجرين الحالية تحاول اوروبا وقبلها التحالف الصهيو امريكي ان تعالج المرض ولا تبحث عن اصل الداء حيث ان المرض الحقيقي يتمثل في ان التحالف الصهيو امريكي الذي يقود اوروبا وامريكا هو المسئول عما جري ومازال يجري فالناتو هو من دمر البشر والحجر في ليبيا وتركها اطلالا ولم يحاول حتي الان ان يساعد في استقرار هذه الدولة المنكوبة بل انه هو الذي يساعد داعش والميليشيات الارهابية المتأسلمة ويدربها ويمدها بالسلاح والمال في نفس الوقت الذي يرفض فيه رفع الحظر عن تصدير السلاح للجيش الليبي الذي يمثل الشرعية اي ان التحالف الصهيو امريكي لم يكتف بتدمير ليبيا بل يحرص كل الحرص علي ان تظل الحرب مستعرة الي عصر يوم القيامة. وعلي نفس المنهج والمنوال نجد ان التحالف الصهيوامريكي هو من يساند داعش والميليشيات الارهابية المتأسلمة في سوريا ويدربها ويمدها بالمال والسلاح بمساعدة تركية وقطرية واضحة حتي اوشكت الدولة السورية علي التلاشي والفناء حيث ان النظام السوري لم يعد يسيطر الا علي دمشق وبلدات قليلة من ضواحيها ومع تسليمنا بخطايا بشار الاسد الا ان الهدف الواضح للتحالف الصهيوامريكي ليس القضاء علي بشار بقدر القضاء علي الدولة السورية وتدميرها لصالح الكيان الصهيوني ولصالح سيناريو الفوضي الخلافة والشرق الاوسط الجديد الذي اوقفته ثورة 30 يونيو وكل الشواهد تؤكد ان مصر ستقضي تماما علي هذا السيناريو وستقطع ارجل كل الخائنين. واذا انتقلنا للعراق نتساءل من الذي دمر العراق؟ أليس هو التحالف الصهيوأمريكي؟ ثم اليس بول بريمير الحاكم الامريكي للعراق ابان الاحتلال هو من اتخذ قرارا بحل الجيش والشرطة والمخابرات وكل مؤسسات الدولة مما ادي الي انهيارها؟ ثم اليس الجنرال رايموند اوديرنو رئيس هيئة اركان الجيش الامريكي السابق هو من ينادي حاليا بتقسيم العراق الي ثلاث دويلات علي اسس طائفية ومذهبية؟ هذا هو اصل الداء الذي يتحتم علاجه من خلال رفع يد التحالف الصهيو امريكي الذي يقود اوروبا وامريكا عن تمويل التنظيمات الارهابية المتأسلمة وفي مقدمتها تنظيم الاخوان الارهابي الاجرامي الدموي الذي هو الاب الشرعي لكل التنظيمات الارهابية في العالم امثال داعش والنصرة وحماس وبيت المقدس والقاعدة.. الخ وأن تساعد اوروبا انظمة الحكم المنتخبة من شعبها بطريقة شرعية علي مكافحة الارهاب. اما العرض المتمثل في هجرة ابناء الشعب السوري والشعب الليبي وعدد من ابناء الدول العربية بشمال افريقيا الي اوروبا وتعرضهم شبه المتعمد للغرق في مياه المتوسط حتي هذا لم تعالجه اوروبا رغم انها المسئولة عنه فقد اغلقت المجر محطة السكة الحديد في بودا بست العاصمة في وجه المهاجرين وعلقت رحلات القطارات المتجهة الي غرب اوروبا وحدثت مآس انسانية يندي لها الجبين تكدس هؤلاء المهاجرون في محيط محطة سكة حديد بودا بست كما ان النمسا اغلقت حدودها في وجه المهاجرين هذا فضلا عن رفض العديد من الدول الاوروبية استقبال اي من هؤلاء فأين حقوق الانسان التي يتشدقون بها؟ واين الحضارة والمدنية التي يدعون الانتماء اليها؟ وهل تحولت المفوضية الاوروبية لحقوق الانسان الي اكذوبة».