في الصميم

بين شيكابالا.. والبطل إيهاب

بالطبع.. ليس كل لاعبي الكرة مثل شيكابالا، وليس كل لاعبي الالعاب الأخري مثل إيهاب عبدالرحمن البطل الأولمبي ورامي الرمح العالمي، لكن شيئا واحدا يجمع بين الاثنين وهو «الموهبة» وكيف تبددها في حالة رغم كل المساعدات؟ وكيف تحافظ عليها في حالة أخري رغم قسوة الظروف؟ لتكون النتيجة ما نراه الآن حين تجمع الاثنين في لقطة واحدة!!
بالأمس كانت صفحات الرياضة تحمل المفارقة بوضوح الجماهير تخرج لاستقبال البطل ايهاب عبدالرحمن وزملاءه من أعضاء فريق ألعاب القوي الذين شرفوا مصر بأدائهم الرفيع في بطولة العالم ببكين، وعادوا بميدالية واحدة حصل عليها البطل ايهاب، ولكن عادوا ايضا بالكثير من الأمل في بطولات أخري قادمة، وفي مستقبل أفضل لو تلقوا الرعاية المطلوبة وقدموا.. من جانبهم.. الجهد والالتزام.
علي الجانب الآخر كانت المسرحية البايخة التي يقوم ببطولتها لاعب الكرة شيكابالا تتوالي فصولها، بعد أعوام طويلة من اللعب مع الزمالك بلا بطولات ومع المنتخب بلا اهتمام، ومن الاحتراف الخارجي لمرتين انتهت كل منهما بفضيحة. ومع ذلك جاء به الزمالك مرة أخري، واتفق علي دفع 750 ألف يورو للنادي البرتغالي الذي هرب منه اللاعب ليهرب هنا مرة أخري!!
ما أبعد الفارق بين بطلنا إيهاب الذي عاني الكثير، ولكنه تمسك بالأمل ورعي موهبته حتي كافأه الله بما حقق وبما سيتحقق بإذن الله. وبين شيكابالا صاحب الموهبة الكبيرة الذي تبددت موهبته بالاستهتار وعدم الالتزام من جانبه، وبالتدليع وقبول الخطأ من جانب الإدارة.
إنه درس جديد ينبغي أن نضعه أمام الناشئين في مختلف الألعاب بل أمام ابنائنا في كل المجالات العلمية والادبية بجانب الرياضية، ليعرفوا ان رعايتهم لموهبتهم فريضة وواجب لايجوز التفريط فيه.
وقد تكون المفارقة أن لاعبا مثل شيكابالا رغم كل ذلك قد حصد مالم يحصده فريق رياضي بأكمله.. لكن أنظر لما خسره هذا اللاعب الموهوب، وما جناه من لا يملكون نصف موهبته في نفس اللعبة، وانظر الي حجم الاحترام الذي يلقاه ابطالنا في الالعاب الشهيرة (مثل العاب القوي والسباحة والاسكواش وغيرها) وتأكد أن الأمور سوف تعتدل، وأن نظرة الدولة للرياضة سوف تتطور، وأن ما يشكو منه الابطال الحقيقيون الآن سوف يختفي!!
وعلينا جميعا أن نساعد في الدفع نحو تصحيح المسار في الرياضة كلها. ولعل إحدي الخطوات التي يمكن اقتراحها الآن وتنفيذها بسرعة ان يتم خصم 25٪ من قيمة أي عقد للاعب محترف او ثمن لشرائه، وذلك لانشاء صندوق خاص يرعي الابطال في كل اللعبات، ويكافئ من يحافظون علي مواهبهم، ويجنبا فضيحة أن «يتمطع» محافظ فيكافئ في بطلا حصل علي بطولة افريقيا بمنحه خمسمائة جنيه بالتمام والكمال!!