حقيقة مؤكدة يعلمها العالم كله وتعمل بها جميع بلاد الدنيا منذ تطور المجتمعات والشعوب وقيام الدول، وهي أن المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة هي الأساس الصلب والقاعدة المتينة، التي تقوم عليها العلاقات بين الدول والشعوب،..، ومن قبلهم الأفراد بالطبع. وفي إطار هذه الحقيقة وتلك القاعدة الذهبية للتعامل بين الأفراد والشعوب والدول، أصبح مؤكداً ان الاقتصاد هو القاطرة التي تقود علاقات الدول وسياساتها، والبوصلة التي تحدد توجهها وتتحكم في مواقفها وتحركها علي الساحة الدولية. ومن ذلك المنطلق يأتي التحرك المصري المكثف والنشط الجاري حالياً، وفي سياقه تأتي زيارات الرئيس المصري للخارج، ولقاءاته ومباحثاته مع قادة وزعماء الدول، ويأتي حرصه علي زيارة وتفقد المشروعات الكبري ومواقع الإنتاج المتطورة في كل الدول التي يقوم بزيارتها. والمتابع للجولة الحالية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي في شرق العالم، حيث الدول الاسيوية الثلاث سنغافورة والصين واندونيسيا، يجد أنها ترجمة حقيقية وواقعية لهذه الحقيقة ولتلك القاعدة التي يؤمن بها العالم أجمع، وتعمل بها كل الدول والشعوب،..، إلا وهي السعي لدعم وتقوية العلاقات الاقتصادية، وتحقيق المصالح وتعظيم المنافع المتبادلة مع غيرها من الدول والشعوب. وبنظرة فاحصة ومتأملة علي ما جري وما يجري في الجولة الحالية للرئيس السيسي التي من المقرر أن تنتهي محطتها الأولي اليوم، باختتام زيارته لسنغافورة، وبدء زيارته للصين، ثم من بعدها إندونيسيا، نجد أنها تدور في إطار التوجه المصري الواضح والمعلن للانفتاح علي مختلف الدول وجميع القوي المؤثرة والفاعلة علي الساحة الدولية للاستفادة من تجاربها الناجحة في النمو الاقتصادي الشامل الذي تهدف مصر للوصول إليه خلال المرحلة الحالية. «وللحديث بقية»