كالعادة قبيل إقامة أي فعالية دولية علي أرض البحرين، بدأت قوي المعارضة الشيعية في تصعيد وتيرة احتجاجاتها، في الشارع وذلك من أجل إلغاء سباق "الفورمولا-1" الذي يقام في الفترة من 20 إلي 22 أبريل الجاري، وهو حدث رياضي وسياحي كبير، رفع نسبة الإشغالات في الفنادق حتي الآن بنسبة 80٪ في بلد يعتمد اقتصاده كثيرا علي السياحة، وتقدر عائداته الاقتصادية رسميا ب220 مليون دينار بحريني (حوالي 550 مليون دولار). وموجة التصعيد هذه المرة جاءت تحت شعار "الحرية للخواجة"، وذلك بعد إعلان تجاوز إضراب الناشط الحقوقي البحريني عبدالهادي الخواجة الستين يوما، والمطالبة بالإفراج عنه، رغم أنه محكوم عليه بالسجن المؤبد مع 21 معارضا آخرين، في قضية محاولة قلب نظام الحكم، وهي القضية التي ستصدر فيها محكمة التمييز (النقض) حكمها يوم 24 أبريل الجاري. واخذت الاحتجاجات هذه المرة طابعا أعنف من أي مرة سابقة حيث شهد يوم الاثنين الماضي أول عملية تفجير عن بعد، داخل احدي القري الشيعية وهي قرية "العكر الغربي" حيث نصب معارضون كمينا عبارة عن قنبلة محلية الصنع، أدي انفجارها إلي إصابة 7 رجال شرطة بحروق، ووصفت إصابة ثلاثة منهم بالبليغة. وهذا الحادث جاء بعد يوم واحد من احراق أتوبيسين أحدهما لشركة النقل العام وجيب دورية للشرطة. وهذه الأحداث أدت لأول مرة إلي قيام مجموعة سنية بالخروج لأحد الميادين الشهيرة (دوار ألبا) وقاموا بالاعتداء علي سيارات الشيعة وتحطيم اثنتين منها وضرب ركابها ضربا مبرحا، وأعلن المتجمعون الذين قدرت أعدادهم بالخمسمائة شخص، بأن هذا الهجوم يأتي تضامنا مع رجال الشرطة المصابين. وادت هذه التطورات غير المعتادة إلي تحركات علي مستويات عدة، فقد طالب السفير الدانماركي في البحرين بنقل عبدالهادي الخواجة إلي كوبنهاجن لعلاجه باعتباره حاصلا علي الجنسية الدانماركية، وهو طلب قوبل بالرفض من المجلس الأعلي للقضاء في البحرين. كما بادرت سفارتا بريطانيا وامريكا في المنامة بإدانة الانفجار الذي استهدف رجال الشرطة، وقالت السفارة البريطانية ان مثل هذا الحادث من شأنه أن يعيق الجهود الرامية إلي إقامة حوار وطني بين الحكومة والمعارضة. واغضب هذا التحرك الحكومة.. فردت الخارجية البحرينية مؤكدة ان ميثاق الأممالمتحدة ينص علي أنه »اليس في الميثاق ما يسوغ للأمم المتحدة أن تتدخل في الشئون التي تكون من صميم السلطة الداخلية لدولة ما« ومازال السيناريو مستمرا.