برحيل الكاتب الكبير سمير عبدالقادر.. ينطفيء قنديل آخر من قناديل دار اخبار اليوم.. كلماتهم سكنت وجداننا.. وعلًقت في عقل كل منا نجمه تشع مهنيه وحرفيه صحفية.. عمالقة اخبار اليوم رحلوا بعد ان بنوا فينا ذاكرة هي جزء من عقيدتنا وانتماءنا للدار العملاقة.. الوجع العميق الذي يحفره فينا غيابهم.. انتابني وانا اتصفح كتاب العذاب مع امرأة واحدة الذي اهداني اياه استاذي سمير عبدالقادر « رحمة الله عليه «.و تملكني إحساس قوي أنني أقرأ كتابا للأستاذ الكبير محمد زكي عبد القادر وليس للأستاذ سمير عبد القادر !! نفس النظرة الشاملة للحياة.. ونفس النضج والعمق في معالجة العلاقات الاجتماعية وتحليلها.. ونفس الايمان العميق بقدرة الله سبحانه وتعالي وهيمنته علي مقدرات البشر، وفي نفس الوقت دون تواكل أو تكاسل.وقفز إلي ذهني سؤال : هل يمكن أن يرث الابن نفس فكر والده أو موهبته أو فنه ؟ العلم والواقع يقولان إنه شيء نادر أن يحدث ذلك.. ولكن في بعض الأحيان ينبغ الابن ويشتهر أكثر من والده.. فمثلا الكسندر دوماس الابن كان أشهر من والده.. فهو الذي كتب أشهر الروايات مثل « غادة الكاميليا « والفرسان الثلاثة « و» الكونت دي مونت كريستو «.. بينما أنتج الأب روايات لم تحظ بنفس شهرة روايات ابنه.. وبرغم أن الاستاذ سمير عمل صحفيا مثل والده، وتخصص في الاقتصاد والمال لمدة طويلة.. لكنه اتجه إلي كتابة المقالات الاجتماعية بنفس الأسلوب الذي كان يكتب به والده محمد زكي عبد القادر مقالاته.. وبنفس العنوان أيضا « نحو النور «يعالج موضوعات شائكة ولكنها حيوية جدا.. علاقة الرجل بالمرأة.. والحب والزواج.. وكيف يختار الرجل شريكة حياته.والحب الحقيقي.رحم الله الكاتب الكبير سمير عبدالقادر.