هل من الممكن أن تكفر جامعة الدول العربية عن كبري الجرائم التي ارتكبتها وكانت ضحيتها ضياع دولة ليبيا العربية لتلحق بنفس المصير الذي تتعرض له الدولة السورية؟! لا أحد يمكن أن يصدق أن هذه المنظمة العربية التليدة التي من المفروض أن مسئوليتها الاولي هي الدفاع عن أمن وإستقرار دولها وفقا لما يقضي به ميثاقها.. هي التي أعطت الضوء الاخضر لتفعيل مؤامرة تدمير وتخريب ليبيا العربية. جري ذلك عندما وافقت لقوي الناتو الاستعمارية بأن تتدخل عسكريا للقضاءعلي مقومات الدولة الليبية وليس تقديم المساعدة والدعم لشعبها الذي ثار علي استبداد القذافي القائم علي الفكر المجنون. هذا النظام كان وراء حالة التأخر التي عاني ويعاني منها هذا الشعب رغم ثراء بلاده. للأسف أقدم مجلس الجامعة العربية تحت ولاية أمينها العام السابق عمرو موسي علي اتخاذ هذه الخطوة بمباركة من الخارجية المصرية التي كان يتولاها الأمين الحالي نبيل العربي إبان حكم المجلس العسكري برئاسة المشير حسين طنطاوي. تم السقوط في هذا الكمين نتيجة القصور السياسي الذي جعلهم يقعون في شرك عمالة حكومة قطر دون أي تقدير للتداعيات وللأخطار المترتبة علي ذلك تجاه الأمن القومي العربي والمصري. لقد جاء تدخل الناتو عسكريا في أزمة ليبيا إعتمادا علي قرار الجامعة العربية باعتباره سندا قانونيا للقيام بهذه المؤامرة التي تمت ضمن حلقات المؤامرة الكبري علي العالم العربي بقيادة واشنطن. رغم اكتشاف هذه الحقيقة- ولكن بعد فوات الأوان- وظهور آثارها المدمرة علي كل العالم العربي وبالأخص الدولة المصرية فإنه من المؤسف أن نُفاجا بأن التحرك العربي من أجل إنقاذ ليبيا من براثن الإرهاب الذي جاء به التدخل العسكري الغربي اتسم بالتسويف والتردد وعدم الجدية افتقادا للمسئولية العربية الجماعية. تمثل ذلك فيما اسفرت عنه اجتماعات الجامعة العربية الاخيرة تجاه مطالبة الحكومة الشرعية الليبية بالتدخل لإنقاذ الدولة الليبية. يتساوي هذا المسلك وموقف التآمر الغربي الذي يرفض تسليح الجيش الليبي للقيام بمسئولياته في الدفاع عن المقدرات الليبية من سيطرة وتغول الجماعات الإرهابية. أليس ما يجري في ليبيا يماثل الخطر الذي تمثله أحداث اليمن إن لم يكن اعظم؟. لقد أدي ذلك إلي تدخل المملكة السعودية عسكريا وتضامن الدول العربية معها. هل مصر أقل من السعودية إدراكا وتقديرا للخطر الداهم الذي أصبحت تجسده الاحوال المتردية في ليبيا وانتكاساتها وتأثيراتها السلبية علي الدولة المصرية وأمنها القومي؟. إنه مجرد سؤال أرجو أن أجد له إجابة تقنعني بمبررات هذا الصمت المصري والعربي تجاه ما تشهده الأرض الليبية من مآس ومخاطر سوف تمتد إلي كل الوطن العربي ولا تقل خطرا بأي حال من الأحوال عما يجري علي أرض اليمن.