هذا هو الحوار العبثي المأساوي المعتاد الذي يتردد بشكل يومي من سيادة أي مسئول ومستشاره الخصوصي «سيكا اللهلوبة» سيكا اللهلوبة: الحق يا سيادة المسئول بتاع عشرين واحد ماتو في «الخانكة» قال ما استحملوش الحر والزحمة في العنابر سيادة المسئول: أاااه.. قصدك «خانكة» المجانيين.. شاطرين يستحملوا الكهربا... دول بيسحبو كهربا كتيير أوي.. خير أهو يوفرولنا شوية سيكا اللهلوبة: سيادتك ده الموضوع فاح بره الخانكة وطال ناس كتير وعدد «المراحيم» بقي في الليمون.. إيه العمل؟ سيادة المسئول: تاااااه.. أاااه.. وباء.. فيروس... لا لا مش هتركب.. بص ده «قضا» واحنا مقصرناش وعملنا اللي علينا.. قوم شغل التكييف لأحسن المركزي ضعف علي الأخر. سيكا اللهلوبة: الحق سيادتك بتاع تلاتة خمسة ماتو في الحبس من الحر اللي يشكله مزؤوء علينا سيادة المسئول: دول ربنا «بيعاقبهم».. أكيد عملوا بلاوي كتير، وميه الميه ده كان دعا وربك استجاب سيكا اللهلوبة: الحق سيادتك 15..20 ماتو اتقلبت بيهم عربية بعد ماخبطت في أتوبيس واتقلب «راخر» كان بيحاول يفادي «بير» قصدي حفرة صُغَيرة كده علي الطريق سيادة المسئول: وامتي حصل؟؟ سيكا اللهلوبة: أخر الليل كده.. وسيادتك عارف ان الإضاءة مش ولابد.. بنحاول نوفر كهربا سيادة المسئول: يستاهلو..علشان يكونو عبرة لأمثالهم.. احنا في مرحلة محتاجة ناس صاحية وعنيها مفنجلة تشوف النملة علي بعد كيلو مش تقولي حفرة سيكا اللهلوبة : الحق ياسيادة المسئول 30 ماتو غرقت بيهم مركب سيادة المسئول: كان معاهم «لايف جاكيت» سيكا اللهلوبة :لا سيادة المسئول:خلاص متكملش كويس، أخدو الشر وراحو.. وبعدين دول كان لازم يتحاسبو علي إهمالهم.. ربنا موجود سيكا اللهلوبة: الحق سيادتك الأهالي البعدا قطعو الطريق، قال علشان الميه مقطوعة عنهم بقالها شهر بس، وقال إيه مش عاجبهم مية الترعة يشربو منها سيادة المسئول: قلت كتير انتو «خيبتو» خلاص وبتدلعوا الناس.. اقطع عنهم الكهربا كمان. سيكا اللهلوبة: المرة دي سبع عيال فيهم 3 توائم قبضهم عزرائيل أول ماوصلو الدنيا.. سيادتك عارف عندنا أزمة حضانات ودكاترة، أااه وفي خمسة غيرهم راحو في قصة المحاليل البايظة فاكرها سيادتك سيادة المسئول :عيال واعية.. نفدو والله كانو هيشوفو أيام سودا.. المهم عملتو إيه ؟؟ سيكا اللهلوبة: متقلقش سيادتك.. العيال السبعة لحقنا نمضي أهاليهم علي اقرارات بتحمل مسئولية موتهم، والخمسة بتوع المحاليل ان شاء الله تعدي، والناس عندنا بتنسي بسرعة. هذا هو الحوار العبثي المأساوي المعتاد الذي يتردد بشكل يومي من سيادة أي مسئول ومستشاره الخصوصي «سيكا اللهلوبة» اللي مجبتوش «ولادة»، فبعد كل حادثة تُزهق فيها الأرواح، يضع «سيكا اللهلوبة» الحلول السحرية ليخرج سيادة المسئول عن كل كارثة «زي الشعرة م العجينة». ولا يتوقفون عند «استعباط» الناس، ويواصلون ردودهم وتصرفاتهم التي تعكس ذكاء خارقا ويقظة غير مسبوقة لاتتوفر إلا في سيادتهم وتجعلهم القادر الوحيد علي التوقع بالكوارث والتعامل معها بسرعة البرق، ولاتنم لا سمح الله كما يردد «البعدا» من أمثالنا عن بلاهة وغباء مستحكم، لتبقي أرواحنا في النهاية فداء لبقاء سيادة المسئول علي كرسيه أيا كان موقعه «تخين « أو رفيع» المستوي.. عاش سيادة المسئول منتفخا منتشيا علي كرسيه جيوبه مليانة.. مات المواطن الغلبان محروقا مدهوسا غرقانا مقهورا أو بالحسرة في عنبر العقلاء داخل مستشفي المجاذيب، طالما غاب الحساب ووقف العدل معصوب العينين،مش هتفرق «نُهائي».