الرئيس السيسى فى صورة تذكارية مع عدد من علماء الدين والمفتين المشاركين فى المؤتمر العالمى لدار الإفتاء المصرية مطلوب جهد مضاعف من العلماء لتصويب الخطاب الديني تغلب الرئيس عبد الفتاح السيسي علي أحزانه بعد وفاة والدته أمس الأول وتشييع جثمانها وتلقي العزاء في مسجد المشير طنطاوي ، وتوجه الرئيس السيسي الي مقر الرئاسة أمس لمباشرة مهام عمله وذلك في موعده الطبيعي ، والتقي عدداً من المفتين وكبار علماء الدين المشاركين في المؤتمر العالمي الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية تحت رعاية الرئيس بعنوان «الفتوي: إشكاليات الواقع وآليات المستقبل»، يومي 17 و18 أغسطس الجاري. وخلال اللقاء قدم المفتون وعلماء الدين التعازي الي الرئيس السيسي في وفاة والدته ودعوا لها جميعاً بالرحمة والمغفرة وأن يسكنها الله فسيح جناته ، ومن جانبه قدم الرئيس الشكر للحضور علي مشاعرهم الطيبة التي أبدوها . وحضر الاجتماع كل من د. شوقي علام مفتي الديار المصرية، ود. أسامة الأزهري عضو المجلس التخصصي لتنمية المجتمع التابع لرئاسة الجمهورية. وضمت قائمة الحضور كلا من رئيس جزر المالديف السابق، ومستشار الديوان الملكي بالمملكة العربية السعودية وإمام المسجد الحرام، ولفيف من وزراء الأوقاف والشئون الدينية بالدول العربية والإسلامية. درء التطرف وأكد الرئيس خلال اللقاء علي أهمية التحرك المبكر لدرء أخطار فكر التطرف والإرهاب عن المجتمعات الإسلامية دون انتظار لاستشراء هذا الفكر داخل تلك المجتمعات، وشدد علي أن يتم هذا التصدي بتجرد كامل لله عز وجل ولصالح الدين الحنيف، مشدداً علي أهمية تعظيم دور هيئات الإفتاء لتصبح المرجعية الوحيدة لإصدار الفتاوي، لافتا إلي ان ذلك سيسهم في تحقيق استقرار المجتمع ومواجهة الإشكاليات التي تواجه الفتاوي وأهمها تدخل غير المتخصصين لإصدار الفتاوي، بما يؤدي إلي حدوث انقسامات مجتمعية تهدد أمن وسلامة المواطنين وتؤثر سلباً علي عمليات التنمية الجارية. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بالمفتين وعلماء الدين الأجلاء الذين يمثلون خمسين دولة مشاركة في المؤتمر، منوهاً إلي التشويه الذي تتعرض له صورة الإسلام جراء انتشار أعمال العنف وارتكاب أبشع جرائم القتل وتبرير ذلك باِسم الدين وهو براء من كل تلك الأفعال المُحرمة. وفي سياق متصل، أكد الرئيس علي عظَمة المسئولية الملقاة علي عاتق المسئولين ورجال الدين، ولاسيما في المرحلة الراهنة التي تشهد الكثير مما يطلقه البعض من فتاوي مغلوطة تتسبب في إساءة بالغة للدين الإسلامي. كما أكد الرئيس علي أهمية توعية المسلمين بدورهم المحوري كسفراء لدينهم يعكسون قيمه السمحة المعتدلة ليس فقط في التعامل فيما بينهم ولكن أيضاً مع غير المسلمين. الدين الصحيح ذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس استمع إلي عدد من مداخلات الحاضرين التي وجهوا خلالها الشكر إلي الرئيس علي رعايته للمؤتمر، منوهين إلي أنه ليس غريباً علي مصر أن ترعي مثل تلك المؤتمرات الهادفة إلي التعريف بصحيح الدين، لكونها وأزهرها الشريف منارة للإسلام الوسطي المعتدل، فضلاً عن دورها الرائد في العالمين العربي والإسلامي. كما أشادوا بالقيادة السياسية الحكيمة لمصر التي عكست حرصاً حقيقياً علي مصلحة الشعب المصري وحقن دمائه وتجنيبه مصيراً مجهولاً، بل إنها تسعي بدأب من أجل التعمير والبناء وإرساء قيم الحق والخير، وتحقيق التنمية الشاملة عبر عدد من المشروعات العملاقة ومن بينها مشروع قناة السويس الجديدة. وأكد الحاضرون أن المؤتمر يهدف إلي التصدي لفوضي الإفتاء وعدم السماح لغير المتخصصين من العلماء بإصدار الفتاوي، فضلاً عن عدم استغلال الدين من قبل بعض الجماعات أو القوي السياسية للتأثير علي المواطنين. العنف والتخريب كما أشار الحضور إلي أهمية التصدي لمشكلة انضمام المقاتلين الأجانب إلي صفوف الجماعات الإرهابية المتواجدة في بعض دول المنطقة، حيث يتم الاعتماد علي وسائل التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لاستقطابهم، لا سيما أن عدداً منهم حديثو عهد بالإسلام، ومن ثم فإن هناك مسئولية تقع علي عاتق علماء الدين لتعريفهم بالقيم الحقيقية للإسلام والتي تتنافي تماماً مع أعمال العنف والتخريب. وأكد الرئيس علي أن تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة يعد مهمة أساسية تتكامل فيها جهود كل علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ من أجل التصدي للرؤي المغلوطة والمشوشة التي تدعي خلافاً للحقيقة أن الدعوة لتصويب الخطاب الديني تنطوي علي مخالفة لثوابت الدين والشريعة، وهو الأمر الذي يتنافي تماماً مع الواقع، ويتطلب دوراً فاعلاً وجهداً مضاعفاً من علماء الإفتاء لإيضاح الحقائق للمسلمين وفقاً لمنهج الله عز وجل المنصوص عليه في القرآن الكريم والوارد بالسنة النبوية المطهرة ودون المساس بثوابت الدين والعقيدة.