يجب التحرك المبكر لدرء التطرف والإرهاب.. والدعوة لتصويب الخطاب الديني لا تخالف ثوابت الدين والشريعة استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، عددًا من المفتين وكبار علماء الدين المشاركين في المؤتمر العالمي الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية، تحت رعاية الرئيس بعنوان «الفتوى: إشكاليات الواقع وآليات المستقبل». وحضر الاجتماع كل من الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، والدكتور أسامة الأزهري، عضو المجلس التخصصي لتنمية المجتمع التابع لرئاسة الجمهورية، وكلاً من رئيس جزر المالديف السابق، ومستشار الديوان الملكي بالسعودية وإمام المسجد الحرام، ولفيف من وزراء الأوقاف والشؤون الدينية بالدول العربية والإسلامية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة، إن الرئيس، رحب بالمفتين وعلماء الدين الأجلاء الذين يمثلون 50 دولة مشاركة في المؤتمر، منوهًا بالتشويه الذي تتعرض له صورة الإسلام جراء انتشار أعمال العنف وارتكاب أبشع جرائم القتل، وتبرير ذلك باِسم الدين وهو براء من كل تلك الأفعال المُحرمة. وفي سياق متصل، أكد الرئيس، عظَمة المسؤولية الملقاة على عاتق المسؤولين ورجال الدين، ولاسيما في المرحلة الراهنة التي تشهد الكثير مما يطلقه البعض من فتاوي مغلوطة تتسبب في إساءة بالغة للدين الإسلامي، وأهمية تعظيم دور هيئات الإفتاء لتصبح المرجعية الوحيدة لإصدار الفتاوى، بما يساهم في تحقيق استقرار المجتمع ومواجهة الإشكاليات التي تواجه الفتاوى وأهمها تدخل غير المتخصصين لإصدار الفتاوى، بما يؤدي إلى حدوث انقسامات مجتمعية تهدد أمن وسلامة المواطنين وتؤثر سلبًا على عمليات التنمية الجارية. وشدد الرئيس، على أهمية توعية المسلمين بدورهم المحوري كسفراء لدينهم يعكسون قيمه السمحة المعتدلة ليس فقط في التعامل فيما بينهم ولكن أيضاً مع غير المسلمين. وأكد «السيسي»، أهمية التحرك المبكر لدرء أخطار فكر التطرف والإرهاب عن المجتمعات الإسلامية دون انتظار لاستشراء هذا الفكر داخل تلك المجتمعات، مشددًا على أن يتم هذا التصدي بتجرد كامل لله عز وجل ولصالح الدين الحنيف. وأضاف أن تصويب الخطاب الديني وتنقيته مما علق به من أفكار مغلوطة يعد مهمة أساسية تتكامل فيها جهود كافة علماء الدين من رجال الإفتاء والأئمة والوعاظ من أجل التصدي للرؤى المغلوطة والمشوشة التي تدعي خلافًا للحقيقة أن الدعوة لتصويب الخطاب الديني تنطوي على مخالفة لثوابت الدين والشريعة، مما يتنافى تمامًا مع الواقع، ويتطلب دورًا فاعلًا وجهدًا مضاعفًا من علماء الإفتاء لإيضاح الحقائق للمسلمين وفقًا لمنهج القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ودون المساس بثوابت الدين والعقيدة. وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس استمع إلى عدد من مداخلات الحاضرين التي وجهوا خلالها الشكر له على رعايته للمؤتمر، مشيرين إلى أنه ليس غريبًا على مصر أن ترعى مثل تلك المؤتمرات الهادفة إلى التعريف بصحيح الدين، لكونها وأزهرها الشريف منارة للإسلام الوسطي المعتدل، فضلًا عن دورها الرائد في العالمين العربي والإسلامي، وأشادوا بالقيادة السياسية الحكيمة لمصر التي عكست حرصًا حقيقيًا على مصلحة الشعب المصري، وحقن دمائه وتجنيبه مصيرًا مجهولًا، بل إنها تسعى بدأب من أجل التعمير والبناء وإرساء قيم الحق والخير، وتحقيق التنمية الشاملة عبر عدد من المشروعات العملاقة ومن بينها مشروع قناة السويس الجديدة.