جمع المليونير الكبير أولاده وهو يلفظ انفاسه الاخيرة وراح يملي عليهم وصيته التي كتيها عرفيا قبل وفاته وعندما اطلعت عليها هدي وعلمت بانه اوصي ان تقسم التركة بالتساوي بين ولده الكبير وابنتاه كما اوصي ببناء مسجد صدقه جارية من اجله.. لكنها فوجئت بشقيقها الاكبر يرفض تنفيذ الوصيه ويؤكد ان هذه الوصية كلام فارغ لا يساوي الحبر الذي كتب به. كما ان والدهم لم يعش حتي يوقعها فهي مجرد قصاصة ورق بلا توقيع. كما طرد شقيقتاه من منزل العائلة فكان والدهما قد قيده باسمه في الشهر العقاري بعد ولادته بشهور. وهكذا عاش الابن الكبير لا يفكر الا في نفسه وفي لحظته وترك شقيقتاه في الشارع بعد ان سلم لهما ميراثهما ولم يشعر بندم أو بروابط عائلية أو صلة دم.. واتفقت الشقيقتان علي شراء منزل لهما وبناء مسجد صدقة علي روح والدهما ثم يتقاسمان ما تبقي ولكن ما تبقي لم يكن سوي الفتات وبالكاد تمكنت من ان تكمل شقيقتها تعليمها الباهظ بالجامعة الأمريكية وان تشتري لها بعض الجهاز المتواضع. واثناء تلك الفترة كان ابن عمها يقف بجوارها ويؤاذرها في محنتها حتي اتفقا علي الزواج طبقا لوصية والدها.. وبالرغم من انه يكبرها باكثر من 21 عاما الا ان ظروفه الاقتصادية كانت صعبة ولم يستطع ان يدخر المال من راتبه البسيط.. ولم يتمكن من شراء شقة.. فعرضت عليها شقيقتها ان تتزوج معها في الشقة التي اشترياها سويا من الارث خاصة ان تعليمها الرفيع سوف يمكنها من الحصول علي فرصة عمل جيدة ويمكن ان تشتري لنفسها شقة أخري.. وبالفعل تزوجا ولم يحضر شقيقها الكبير الحفل بالرغم من ذهابها اليه وتوسلاتها بالا يتركها في تلك الليلة بمفردها الا ان مشاعره كانت كالفولاذ. حاولت هدي ان تتناسي آلامها بزواجها ولكن صدمتها كانت اقوي من محاولاتها وبعد مرور عامين علي الزواج لم ينجبا خلالهما بدأت المشاكل.. فلم يكن لدي هدي مانع يعوق الانجاب ولم يوافق الزوج علي اجراء اي تحاليل تخصه.. وسلمت هدي امرها لله ولكن زوجها اصبح يتهرب منها- ربما كانت المشكلة بسببه أو انه يخشي ان تواجهه بعجزه.. وعاش معظم وقته مع جهاز الكمبيوتر والانترنت. حاولت هدي ان تصلح من امره ولكنها فشلت.. وعلمت بعدها ان زوجها متصابي يقضي وقته مع الفتيات الصغيرات.. وان له العديد من الصديقات.. كما انه بدأ في التحرش بشقيقتها الصغري والتي حاولت ان تتجنبه وتخفي عن هدي الامر.. ولكن مع تطاوله الدائم عليها لم تستطع الصمت. خرجت هدي من صدمة وفاة والدها وقسوة شقيقها لتدخل في متاهات زوجها المتصابي.. ولاول مرة خرجت عن صمتها وقررت ان تتخلص من وصية والدها الملعونة التي جعلتها تخسر شقيقها وأموالها وحياتها مع زوج مخادع. وكادت ان تخسر شقيقتها فذهبت الي محكمة الاسرة وطلبت الخلع وبالفعل قضت لها المحكمة بذلك برئاسة المستشار حامد الجوهري وعضوية المستشارين احمد علي ومحمد عمر وعادت حرة بعد ان فكت قيود تلك الوصية. نهلة حمزة