الاخوان من الحظر إلى السلطة هل نحن بصدد العودة لهيمنة الحزب الأوحد ؟ هل يسعي الاخوان المسلمون لصعود كل درجات سلم السلطة حتي قمته، ام ان الصراع علي السلطة يدفعهم دفعاً نحو ارتداء جلباب "الحزب الوطني" ؟ اسئلة بدأت تدور في الاذهان بعد سلسلة من الأحداث بدأت بهيمنة حزب الحرية والعدالة ويليه النور السلفي علي لجنة المئة المؤسسة للدستور بنسبة قدّرها البعض بأكثر من 50٪ تلاها اعلان الجماعة عن تقديم مرشح للرئاسة، متراجعة عن تعهدها السابق بعدم خوض غمار سباق الرئاسة. البعض يري ان نهم السلطة أصاب الجماعة بعد نجاحها في اكتساح البرلمان بمجلسيه بأغلبية مطمئنة، وان ثقتها بمكانتها وقدراتها زادت بعد تحالفها مع التيار السلفي التالي لها في أغلبية البرلمان كما تقول صحيفة "سياتل تايمز" الامريكية، كذلك كتبت صحيفة "دايلي نيوز" تحت عنوان الاسلاميون يحكمون قبضتهم علي السلطة في مصر" ان الاخوان المسلمين، بعد هيمنتهم علي البرلمان يسعون الآن للجائزة التالية وهي الرئاسة . صحيفة "مونتريال جازيت" الكندية نقلت عن دبلوماسي غربي قوله ان الاخوان المسلمين كلما اقتربوا من السلطة زادت ثقتهم وقل صبرهم. قلة الصبر ظهرت من خلال سعيهم للسيطرة علي اللجنة التأسيسية للدستور الذي سيكون رمانة ميزان القوة بين الرئيس الذي كان يتمتع سابقا بكل السلطات وبين البرلمان . أما الثقة فظهرت من خلال نقض الجماعة لشهر العسل القائم بينها وبين المجلس العسكري وتحديها له بالتلويح باستبدال حكومة الجنزوري المدعومة من المجلس العسكري بحكومة بقيادة اخوانية، رغم ان البيان الدستوري يخول للمجلس العسكري فقط صلاحية تشكيل واقالة الحكومة، كما تقول صحيفة "ذا جلوب اند ميل الامريكية". علي الجانب الآخر هناك من يري ان تمسك المجلس العسكري بتلابيب السلطة واصراره علي الامساك بخيوط اللعبة السياسية في يده هو سبب الخلاف والدافع وراء سعي الاخوان لاثبات هيمنتهم والتشبث بما يتمتعون به من أغلبية . اما صحيفة "دايلي نيوز " فتري ان أهمية الرئاسة اتضحت في اعين الاخوان في أعقاب تفجر خلافهم مع المجلس العسكري . الذي كان تحالفها معه هو اداة الضمان لسيطرتها وهيمنتها. وسواء كان سعي الاخوان لتسلق سلم السلطة حتي قمته ترتيب إخواني يتفق وسياساتهم كما يري روبرت دريفوس في صحيفة "ذا نايشن" الاليكترونية، ام كان حلقة في لعبة القط والفأر بين المجلس العسكري وبينها، فان الصراع بين القوتين العظمتين في البلاد من شأنه ان يعرض المرحلة الانتقالية للخطر كما تقول "سياتل تايمز"، كذلك سيضع مصداقية الاخوان علي المحك لانها ستكون محل انتقاد وسخرية كما تقول صحيفة "واشنطن بوست" لتراجعها المستمر عن تعهداتها، وبهذا يخسر الاخوان رصيدهم الشعبي الذي أوصلهم الي سلم السلطة لينزلقوا علي ذيل الثعبان ويعودوا الي الخلف كما يحدث في لعبة السلم والثعبان .