«قل يا عبادي الذين اسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله» صدق الله العظيم هناك عباد اكثروا من الذنوب وتجاوزوا الحدود في المعاصي، هؤلاء العباد يقول لهم الله عز وجل لا تيأسوا من رحمة الله ولا تمنعوا عن التوبة يأسا وقنوطا فتصابوا بالاحباط والتردد وعدم الاقدام علي التوبة لأن باب الله مفتوح للتائبين وهو سبحانه يغفر الذنوب جميعا للمستغفرين وهو ايضا واسع المغفرة وعظيم الرحمة. ان الاسلام يفتح باب الرجاء امام الحياري والمسرفين وجميع المذنبين املا في توبتهم واستقامتهم وهدايتهم وبرحمة الله تكسب البشرية انسانا تائبا مستقيما ويطرد اليأس من نفوس العصاه ويخبر الناس بان بابه مفتوح للتائبين بالليل والنهار وفي الحديث الصحيح «ينزل ربنا في كل ليلة الي سماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الاخير فينادي يا عبادي هل من داع فأستجب له هل من مستغفر فأغفر له هل من تأئب فأتوب عليه هل من طالب حاجة فأقضيها له حتي يطلع الفجر، وقد جاء في القرآن سعة رحمة الله وعظيم غفرنه وتوبته علي عباده. قال تعالي «ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء».. وفي حديث شريف قال رسول الله ان رجلا قتل 99 نفسا ثم ندم وسأل عابدا من بني اسرائيل هل له من توبة فقال له لا فقتله واكمل المائة ثم سأل عالما هل له من توبة فقال ومن يحول بينك وبين التوبة وامره بالذهاب الي قرية يعبد الله فيها وكان ذلك سبيلا الي قبول التوبة وحسن الخاتمة لانه قصد باب الله مخلصا. ويقول الرسول صلي الله عليه وسلم ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية «قل يعبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله: ان الله يطلب من عباده ان يرجعوا ويتوبوا اليه ويخضعوا لاحكامه ويفروا اليه تائبين نادمين خاشعين خاضين من قبل ان يغضب عليهم وتحل نقمته ويطلب من عباده التوبة قبل ان تقول نفسي يوم القيامة يا ندامتي ويا حسرتي علي ما ضيعت وقصرت في حقوق الله وفي اداء واجباته او تقول نفس لو أن الله هداني لأهتديت وأطعت الله يقول ذلك تحسرا وتألما حين يري أحوال القيامة وشده عذاب اهل النار أو تقول نفس عند مشاهدة العذاب يوم القيامة ياليت لي رجعة الي الدنيا حتي أتمكن من الايمان والعمل الصالح والاحسان. ويقول المرحوم د. عبدالله شحاتة في كتابه تفسير القرآن الكريم: ان هذه الآيات من أرحب الآيات أي أكثر الآيات رجاء واملا في رحمة الله ذلك لانها تتحدث عن عظيم رحمة الله وسابغ فضله وتوبته علي كل من تاب ورجع الي الله سواء أكان كافرا ودخل الاسلام او مؤمنا وتاب إلي الله من المعاصي ويقول تعالي: «ادعوني استجب لكم».