لقد دخلت حسن شاه المحررة بآخر ساعة عقل وقلب صالح سليم اشهر لاعب كرة بعد عودته من النمسا وقامت بهذا التحقيق الكبير مع المايسترو ذي الاقدام الذهبية..! كان علي في اللحظة التي التقيت فيها معه ان اشرح له موقفي.. فانا لم اره ابدا في الملعب.. لم اره وهو يجري بالكرة.. وهو يشوطها.. وهو يرفصها.. وهو يحاور بها.. وهو يسددها فتندفع كالقذيفة.. ويصرخ عشرات الالوف من الناس بصوت كالرعد.. جول! وابتسم صالح سليم في تسامح وانا اذكر له انني لا افهم شيئاً.. اي شيء في تلك اللعبة التي هو واحد من اشهر نجومها... وانني لا افهم السر بل كثيرا ما اشعر بالغيظ عن ان يفرح الناس ويحزنون.. ويتخاصمون.. ويتضاربون.. ويموتون احيانا بالسكتة القلبية من اجل عدد من الرجال يجرون خلف.. كرة! وضحك صالح سليم جدا.. ربما عن جهلي.. ومد ساقه ليعبث باصابع قدمه العارية في الرمال.. فقد كنا علي شاطئ المتنزه.. ووجدتني اتأمل تلك الساق التي يعشق حركتها في الملعب الالوف وربما الملايين.. كانت ساقا قوية ولكنها مليئة بآثار الجراح المندملة.. والندوب! الهواية لا تكفي..! نظرت إلي وجه اللاعب الكبير ولا ادري ما الذي جعلني اشعر بالخجل.. بما لانني توهمت انني ضبطت في عينيه نظرة حزينة... ورغم احساسي بالخجل فقد كان يجب ان اسأل: وكيف يعيش اللاعب بمثل هذا المبلغ؟ قال يبحث له عن عمل آخر يتقاضي منه عشرين او ثلاثين جنيها فيصل مجموع دخله إلي خمسين جنيها علي الاكثر.. ويعيش بهذا المبلغ ممزقا بين مقتضيات وظيفته وبين مقتضيات حياته كلاعب كرة معروف.. وفجأة وعندما يتجاوز سن الثلاثين بقليل يجد نفسه وقد انتهي كلاعب.. ويجد ان دخله قد نقص إلي النصف بعد ان يكون في الغالب قد تزوج واصبح يتحمل مسؤوليات اسرة واولاد.. وهنا يتنبه اللاعب القديم إلي انه قد اضاع عمره ومستقبله من اجل الكرة.. فاللاعب الممتاز يبدأ اللعب عادة قبل ان يبلغ السابعة عشرة وعادة ما تشغله الكرة عن دراسته! فيتأخر كثيرا عن زملائه.. وكثيراً ما يهجر اللاعب الدراسة نهائياً.. فالكرة تحتاج إلي مران طويل،الي تفرغ.. ومستحيل ان يتمكن اللاعب من الاهتمام بشيء آخر إلي جانبها.. وحتي من الناحية النفسية.. صعب جداً علي اللاعب الشاب ابن السابعة عشرة مثلا ان ينزل إلي الملعب ويسمع تصفيق الالوف وتهليلهم من اجله.. وفي اليوم التالي يذهب إلي المدرسة فيجد ان مدرسه يريد ان يعاقبه لانه لم يقم باداء الواجب المدرسي.. فلاعب الكرة الممتاز في الغالب تلميذ غير ممتاز.. بل غالباً ما يكون تلميذا فاشلا، والسبب هو اخلاصه للكرة.. ولهذا فان نهاية لاعب الكرة في بلدنا نهاية مؤلمة جدا.. عندما تهجره الملاعب ويجد نفسه بلا اسم.. بلا شهرة.. بلا تصفيق.. بلا هتاف.. بلا تقدير او مستقبل! هبت علي وجوهنا نسمة بحر منعشة.. ووجدتني ادقق النظر في وجه صالح.. وكأنه قرأ افكاري فقال:"لم اعد صغيراً"انا الان في الثانية والثلاثين؟". سألته في حرج:"وهل انتهيت من دراستك" قال: تأخرت جدا.. حصلت علي بكالوريوس التجارة سنة 1961 فقد رسبت في البكالوريوس اربع سنوات متوالية مع انني لم ارسب مرة واحدة في الثلاث السنوات الاولي.. والسبب انني في السنة الاخيرة بدلا من ان اركز اهتمامي في الدروس.. ركزتها تماما في الكرة.. قلت: وهل حصلت علي وظيفة؟ قال: عملت فترة في هيئة قنال السويس.. ولكنني استقلت لاكثر من سبب. سألته: هل انت مرتاح ماديا؟ قال: مستورة.. والدي بيساعدني.. انما الانسان في سن معينة يجب ان يعتمد علي نفسه. سألته: هل تكلفك الشهرة مالا؟ قال:"الشهرة بتكلف فلوس اوتوماتيكي كده". قلت: لا بد ان تكون سعيداً ان بالعقد الذي عرضه عليك النادي الاهلي وبه سوف تتقاضي مائة جنيه في الشهر في سبيل اللعب وتدريب اشبال النادي؟. قال: سعيد جدا.. ليس من اجل المائة جنيه وحدها.. ولكن لانها سابقة في دنيا الكرة في مصر.. وانا ارجو ان تكون هذه خطوة في سبيل ادخال نظام الاحتراف الكامل في بلدنا.. قلت: إذن.. فانت من انصار الاحتراف؟ قال في حماسة: طبعا من انصار الاحتراف.. الكلام اللي بيقولوه الناس اللي ضد الاحتراف بيجنني.. ازاي يعني اللاعب لازم يكون هاويا؟ هو مثلا اللي بيكتب الكلام ده بيقبل ان يكون هاويا ويكتب من غير فلوس؟ لعيبة الكرة في نظري تماما مثل المغنيين والرسامين.. والكتاب.. فيه حد من دول يقبل يعمل علي سبيل الهواية؟ طيب ماهو التمثيل والغناء والفن كله تقريبا كان زمان هواية.. فيه حد يقبل النهاردة يشتغل ببلاش؟ طيب يعيش منين؟ وفين الحافز علشان يشتغل؟ ونظر صالح سليم إلي البحر الممتد امامنا في سكون إلي مدي البصر وقال:"انا شفت اللعيبة بره عايشين ازاي. لن تصدقيني ابدا.. تصوري اسوأ لاعب في ايطاليا يكسب 25 الف جنيه في السنة.. ولذلك فاللاعبون هناك يستميتون من اجل اللعبة.. فاللاعب منهم يعرف انه يستطيع خلال ثلاث او اربع سنوات ان يبني مستقبله.. وبعدها يستريح العمر كله.. اما عندنا؟ وقطع صالح كلامه بهزة من كتفه وقال:"وبعد هذا يتحدثون عن مستوي اللعبة عندنا.. كيف يمكن ان يرتفع مستوي اللعبة وهذا هو حال اللاعبين؟ انتهزت الفرصة وقلت له: اين كنت عندما حدثت هزيمة الاهلي والزمالك في الدوري والكأس؟ قال: كنت في جراتز في النمسا.. وانا كنت بتتبع المباريات عن طريق الراديو.. كنت انتظر سماع المباريات بلهفة فكنت اغلق علي باب حجرتي في اللوكاندة كل يوم جمعة واحد الساعة 3 ظهرا لان فرق التوقيت بين مصر والنمسا ساعتين.. واغرب شيء لاحظته ان النادي الاهلي عندما لعب مع الاسماعيلي علي الكاس دخل فيه جول في اول عشر دقائق من المباراة.. اما نادي الزمالك عندما لعب علي نهائي الكأس مع الاتحاد فانه لم يغلب الا في آخر عشر دقائق! قلت: هل كنت تتوقع ان يغلب كل من الاهلي والزمالك في هذا الموسم امام اندية اقل منهما درجة وشهرة؟ قال: ماحدش في مصر كلها كان يتوقع النتائج دي..؟ قلت: ما هي في رأيك اسباب هزيمة الاهلي والزمالك؟ وعبث صالح سليم بيده في الرمل وتردد ثم قال: قطعا في ظروف مرت بالناديين.. لكن انا لم اكن موجودا في مصر.. ولا استطيع ان اعرف بالضبط.. علي العموم الكرة ليس لها كبير.. والذي يلعب احسن هو الذي يكسب.. وفي اوروبا هناك مثل يقول ان الكرة مستديرة.. يعني ان احدا لا يمكن ان يظل غالباً او مغلوباً باستمرار.. سألت: في نظرك وبعد هزيمة الاهلي والزمالك.. هل تعتقد ان مستوي الكرة في مصر قد ارتفع او انخفض؟ قال:"مفيش شك ان الاهلي والزمالك هما ترمومتر الكرة في البلد.. وكذلك الاتحاد في الاسكندرية.. فاذا ارتفع مستوي هذه النوادي الثلاثة يكون معني ذلك ان مستوي الكرة في مصر قد ارتفع.. واذا انخفض يكون المعني ان مستوي الكرة عموما قد انخفض. ومفيش شك ان التنافس بين الاهلي والزمالك هو من اهم الاسباب التي عاشت بسببها هذه اللعبة.. ومع ذلك فانا اعتقد انه لو ساء مستوي الاهلي والزمالك لدرجة ان اصبحا الاخيرين في الدوري مثلا فسيظل لاي مباراة تقوم بينهما طعما آخر مختلفا عن اي مباراة تقام بين النوادي الاخري، فالاهلي والزمالك هما اقدم ناديين في مصر.. فنصف البلد اهلاوي ونصفها زملكاوية.. ومهما ساء المستوي فسيظل الناس يشجعون الاهلي او الزمالك.. الا في حالة اذا انحط المستوي إلي درجة ان يقرف الجمهور من الناديين.. قلت: بعض الاهلاوية يعتقدون ان الهزائم التي لحقت بناديهم سببها غيابك خلال هذا الموسم في النمسا.. قاطعني قائلا: الكرة لعبة جماعية.. ولا اعتقد اطلاقا ان اي فريق ممتاز يمكن ان يتأثر بغياب فرد واحد او هذا هو المفروض. قلت: طيب تعتقد ان الحظ لعب دوراً في المكاسب والخسائر التي حدثت بين النوادي في خلال هذا الموسم؟ قال: مفيش فرقة تكسب بالحظ وحده.. نوادي مثل الاسماعيلي والاتحاد والترسانة لابد انها حصلت علي هذه المكاسب بالعرق والتعب والمران والنظام.. الحظ لا يمكن ان يتدخل لدرجة ان يكسب به فريق الدوري او الكأس.. الحظ يمكن ان يتدخل بنسبة 10% او 20 % والباقي عبارة عن مجهود خالص. قلت لصالح: هل تعتقد ان العقد الذي عرضه عليك النادي الاهلي جاء نتيجة لهزيمته هذا الموسم؟ قال: لا اعتقد.. وانما طبعا هذه الهزيمة فتحت العيون وجعلت النادي يرسم لنفسه سياسة جديدة اهم شيء فيها هو الاهتمام بالاشبال.. بالجيل الجديد من لاعبي كرة القدم.. وكانما جذب الحديث عن الجيل الجديد انتباه خالد (7 سنوات) وهشام (5 سنوات) ولدي صالح سليم.. فجأة يجريان علي طول الشاطئ وهما يلعبان مع صديق لهما ثالث بكرة القدم.. وقام صالح سليم فجأة من مكانه ليشوط الكرة لهشام.. وعندما عاد إلي مكانه تحت الشمسية كان يقول: لا تتصوري كم اوحشني خالد وهشام اثناء غيبتي في النمسا. سألته: هل تحب ان يكون احدهما او كلاهما نجماً من نجوم الكرة مثلك؟ قال: لا..! سألته: لماذا؟ قال: افضل ان يكونا ابطالا في لعبة فردية لا جماعية.. وذلك حتي لا يشاركهما احد في نجاحهما او فشلهما.. قلت: هل معني هذا انك نادم لانك نجم احدي الالعاب الجماعية؟ قال: لا.. فكرة القدم في دمي... انا لا افضل شيئاً في العالم عليها. قلت: تحبها اكثر من خالد؟ نظر في عتاب وقال: وهل هناك مجال للمقارنة.. طبعاً خالد..! قلت: اعرف انهم يطلقون عليك في الملعب اسم"المايسترو".. اي قائد الاوركسترا.. ألست تري ان من المبالغة تشبيه لعبة كرة القدم بالموسيقي؟ ابتسم وقال: فعلا.. فانا اري ان الموسيقي هي التي تشبه كرة القدم..! ضحكنا معا وعدت اساله: صحيح بماذا تستطيع ان تشبه لي كرة القدم؟ قال: انا لا اشبهها باي شيء.. وانما انا اشبه الاشياء الاخري بها.. قلت: اذن.. احك لي حكايتك معها.. اقصد الكرة.؟ عاد يضحك ويقول: حكايتي معها طويلة.. بدات في المدرسة الابتدائية عندما كنا نلعب باحدي كرات التنس.. وفي تلك السن انضممت إلي اشبال النادي الاهلي.. وعندما انتقلت إلي المدرسة السعيدية لعبت في فريق المدرسة واصبحت في"الفريق الثاني"للنادي الاهلي.. وعندما بلغت السابعة عشرة اصبحت في"الفريق الاول"للنادي الاهلي في تلك السنة تقرر مستقبل فبعد ان كنت احلم بدراسة الهندسة بعد انتهائي من الدراسة الثانوية لم اتمكن من ذلك نظراً لانشغالي الشديد بالكرة.. وبالفعل غيرت اتجاهي ودخلت كلية التجارة.. ومنذ خمس عشرة سنة بالضبط وانا لا اعيش الا بالكرة ومن اجل الكرة فلعبت في فريق النادي الاهلي.. وفريق الجامعة.. وفي المنتخب.. وفي المنتخب العسكري.. سألته: عندما تعمل حساب المكسب والخسارة، فهل تجد انك كسبت ام خسرت عندما ربطت مصيرك بها.. اقصد بالكرة؟ قال في تفكير: هذا سؤال يحيرني فعلا.. فكثيراً ما سألته لنفسي ولكنني لم اصل إلي اجابة شافية.. فعندما احسب حساب المكاسب اجد ان الكرة قد اعطتني الشهرة.. ولكنها من ناحية اخري قد اخرتني في دراستي وفي مستقبلي.. ثم ان لاعب الكرة لكي يحافظ علي مستواه يضطر إلي التضحية باشياء كثيرة.. فهو يعيش علي"رجيم"خاص في الاكل ويجب ان يسير علي نظام في النوم.. وفي التمرين.. وعندما يبدأ الموسم لا يستطيع ان ينتقل إلي اي مدينة اخري بل لا يستطيع ان يبتعد عن النادي.. كل هذه تضحيات يجب ان يتحملها اللاعب.. دون ان يكون هناك اي تعويض مادي! وقطع حديث صالح ان اطلق خالد الكرة كالقذيفة ناحيته.. وامسك صالح بالكرة واخذ يديرها بحركة سريعة بيده ويقول: لكن تعرفي انا مبسوط دلوقتي.. فلو حدث ووقعت العقد بيني وبين النادي الاهلي فسوف اكون اول لاعب محترف يكون له مرتب ثابت لا بأس به.. وانا مبسوط لان هذا سوف يفتح الباب لبقية اللاعبين حتي يكون لهم دخل محدد.. وانا شاعر ان هذه مسؤولية كبيرة جداً بالنسبة لي.. وسوف احاول بقدر الامكان ان انجح في مهمتي ليس من اجل نفسي فقط وانما من اجل باقي زملائي في اللعبة ايضاً. قلت لصالح: لقد عددت الشهرة من بين المكاسب التي حصلت عليها من الكرة.. فما هو اجمل شيء حصلت عليه من وراء شهرتك؟ قال:"حب الناس" قلت: والتصفيق والهتاف في الملعب.. الا يسعدك؟ قال: يسعدني عندما اشعر انني استاهله.. فاحيانا ما يصفق لي الناس فاشعر بحزن شديد لانني اعلم بيني وبين نفسي انني لم العب كما يجب. قلت: ما هو اسوأ شيء ممكن ان تجره الشهرة علي انسان؟ قال: الغرور.. وعندما يبدا في الانحدار. قلت: ما هي اهم صفة يجب ان تكون في لاعب الكرة الممتاز؟ قال: الموهبة.. وبدونها لا يمكن للاعب ان يصبح شيئاً.. تماما مثل الكاتب.. والموسيقي والرسام.. فمن غير الممكن تعليم الكرة لانسان ليس لديه استعداد لتعلمها ففي كل ثانية يجب علي اللاعب ان يجد في لمح البصر لكل موقف مخرجا، تخيلي المراكز المختلفة التي يمكن ان تحدث في الملعب خلال اي مباراة.. يجب علي اللاعب في كل لحظة ان يتصرف بسرعة. ان يعرف متي يشوط ومتي يقف.. وهذه اشياء تصقل عند وجود الموهبة بالمران... قلت: في الموسم القادم ايضا سوف تلمح كنجم سينمائي في دور"حسين"بطل"الباب المفتوح"امام فاتن حمامة، فايهما تفضل.. ان تكون لاعب كرة مشهوراً ام نجما سينمائيا مشهوراً؟ قال: ان اكون لاعب كرة مشهورا طبعا.. صحيح ان النجم السينمائي في بلدنا يتقاضي مبالغ خيالية ومع ذلك فان دوري كلاعب كرة لا يعادله في نظري اي دور آخر.. ولعل موقفي في هذا يشبه موقف الممثل المسرحي عندما يذهب للتمثيل في السينما.. ان منعته بان يؤدي امام الجمهور في المسرح لا تعادلها متعة الحصول علي اي مبلغ مهما كان.. قلت لصالح سليم: باي شيء تعتز اكثر وجهك (وهو وجه سينمائي 100%) ام قدمك التي جلبت لك الشهرة في دنيا الكرة؟ قال: انا اعتز بعقلي.. فلولاه ما كان لوجهي او لقدمي اية فائدة.. قلت: ما هي هواياتك التي تحبها؟ قال: لا احب شيئا بعد كرة القدم.. وانما انا امارس الاسكواتش والصيد والسباحة.. بلا حب. قلت: وما هي الاشياء التي لا تحبها؟ قال: ان احلق شعري.. ان اكتب خطابا وان اعمل بروفة بدلة.. ان اقرأ الروايات الطويلة وان اشاهد فيلما استعراضيا. قلت: وما هي الافلام التي تحبها؟ قال: الافلام البوليسية. قلت: والموسيقي.. والاغاني؟ قال: احب الموسيقي الاوربية الخفيفة..واجن بصوت ام كلثوم.. وقام صالح سليم من مكانه علي الشاطئ.. وانطلق يجري ويحرك عضلاته.. واقترب من ولديه خالد وهشام.. ورأيته يحملهما بين ذراعيه وينزل بهما السلم المؤدي إلي البحر.. ومن بعيد وبدون نظارة رأيت اربعة وجوه تطفو فوق سطح الماء.. وعندما وضعت نظارتي لأعرف من هو الوجه الرابع.. رأيت صالح وخالد وهشام.. وكان رابعهم الكرة؟