أعلنت شركة عالمية عن حاجتها إلي موظفين، فتقدم عدد كبير من خريجي الجامعات. قامت لجنة متخصصة بفحص الطلبات وتحديد مواعيد لإمتحان المتقدمين والمتقدمات. وكانت المفاجأة.. التي أذهلت اللجنة: عدد الفتيات الناجحات أضعاف عدد الناجحين من الشباب. الفتيات يجدن الكمبيوتر واللغات أكثر من الشباب، هن أكثر اتزانا ووضوحا في المناقشة، وأكثر استقلالا في الرأي، هذا بالاضافة إلي إنهن أكثر ثقافة وعلما من الشباب. قال لي أحد مسئولي لجنة التنمية البشرية في الشركة إنه استقبل بعض المتقدمين للوظائف فوجد جزءا منهم مشغولا بالجدل والمناقشة السياسية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والجزء الآخر لا يهتم بشئ في حياته سوي كرة القدم سواء المحلية أو العالمية. وعندما سأل أحد المتقدمين إن كان يقرأ أي جريدة إقتصادية، أجاب أنه لا يقرأ الصحف ولا يتابع المواقع إلاخبارية لانها - في رأيه - مضيّعة للوقت. قابلت في حياتي العملية نوعين من الشباب. النوع الاول نابه لامع موهوب يعشق عمله. يعمل بجد وتفان.. ولا يشغله شئ سوي مستقبله وتفوقه. يريد أن يتعلم من تجارب وخبرة كل من حوله. يحترم الاكبر سنا ويتواضع مع الاصغر سنا. أما النوع الثاني فهو الموظف الفاشل الذي ينظر في ساعته كل خمس دقائق انتظارا لموعد الانصراف. وإذا مكث طوال اليوم بدون عمل لا يشعر بالملل ولا يفكر في أن يطلب عملا، ويعتبر كل من يتعامل معه مزعجا أومتطفلا.. وليس صاحب حق! وحكي لي أحد مديري البنوك الاجنبية أنه دخل قسما فيه عدد من الموظفين والموظفات. مر عليهم فردا فردا، لكنه لم يتحدث معهم. ثم عاد إلي مكتبه ووقع قرارا فوريا بالاستغناء عن أربعة موظفين. وقال المدير الاجنبي أنه استغني عن الموظف الاول لان ياقة قميصه غير نظيفة، واستغني عن الموظف الثاني لانه وجد مكتبه مغطي بالتراب وإستغني عن الموظفة الثالثة لأنها ترتدي بنطلون جينز خلال ساعات العمل واستغني عن الموظفة الرابعة لانها كانت تتحدث في الموبايل حديثا شخصيا! قلت: الحمد لله أن هذا المدير الاجنبي لم يدخل مؤسسات القطاع العام!