تحضرني قصة تاريخية و قعت أحداثها في الستينيات حينما شرعنا في بناء السد العالي وتبين وقتها أن المياه ستغرق المعابد الفرعونية المقامة هناك نتيجة بناء السد ومنها معبد رمسيس في أبو سمبل.. اتجهت مصر الي اليونسكو تطالبه بجمع التبرعات لانقاذ معبد رمسيس الثاني الا أن الاتحاد السوفيتي الذي ساهم في بناء السد رفض جمع تبرعات لانقاذ معابد أثرية حسب أيدلوجيته في ذلك الوقت أما أمريكا فكانت علاقات عبد الناصر بها سيئة للغاية ونظرا لنجاح د. عبد القادر حاتم في مجال الاعلام وتشييد وانشاء التليفزيون المصري وعند يأس الرئيس جمال عبدالناصر من انقاذ هذاالاثر الضخم كلف الدكتور حاتم بتولي وزارة الثقافة أيضا مع الإعلام وطلب منه انهاء مهمة انقاذ المعبد الذي لم يكن الباقي من عمره سوي ستة اشهر وتغمره المياه واسقط في يد عبدالقادر حاتم كيف يتصرف لانقاذ هذا المعبد. ويقول د. حاتم حينما عرضت الامر علي فرنسا اقترحت مشروعا لتغليف هذه الآثار بالزجاج بتكلفة سبعين مليون دولار وتتاح زيارتها للسائحين عن طريق الغواصات تحت الماء ولم يكن لدينا هذاالمبلغ وقلت لهم الروس مولوا السد العالي وأنتم ستقومون بعمل حضاري .. فقالوا لي نحن ضد سياسة مصر فكيف نساعدها. وتصادف ان علم د. عبد القادر حاتم بأن هناك مستشارا للرئيس الامريكي في زيارة سياحية لمصر.. فدعاه لزيارة بعض المناطق الاثرية في مصر ثم عرض عليه المشكلة وأقنعه بأن العلاقات المصرية الامريكية سيئة نتيجة سحب أمريكا لمشروعها بتمويل السد العالي وأن هذه فرصة عظيمة لتحسين العلاقات لو ساهمت أمريكا في انقاذ معبد أبو سمبل وتحمس المستشار للفكرة و التي عرضها علي الرئيس الامريكي وحدد التبرع ب11 مليون دولار أمريكي ووافق الرئيس الأمريكي وأرسل موافقته للجنة بالكونجرس لكي تقر المشروع الا ان رئيس اللجنة رفض المشروع مستنكرا أن تتبرع أمريكا التي وافقت علي المشروع وجاء الوزير حاتم - وعلي مسئوليته الخاصة - باعتماد 11 مليون دولار لبدء تنفيذ المشروع.