في البداية يقول لنا صلاح عبد الله إنه سيقيم المائدة في يوم لا يكون مرتبطا فيه بالتصوير لأنه يتلقي «اوردرات» التصوير في نهار رمضان وبعد الإفطار مباشرة، ومن المعروف أن القدير صلاح عبد الله يجسد في رمضان الحالي شخصية محام انتهازي يحمل تركيبة غريبة يستغلها في تحقيق مصالحه الشخصية في مسلسل «ظرف أسود»، ومن المعروف أنه لا يغيب عن شاشة رمضان في كل عام، المهم أننا الآن علي مائدته وقد أمسك بالورقة والقلم ليحدد أسماء الضيوف وترتيب جلوسهم وهو يقول «طبعا اللي ها يشرف علي المائدة وها تكون بجواري اثناء استقبال ضيوفي هي زوجتي العزيزة ست البيت، وأبدأ في استقبال ضيفي الأول بدون ترتيب أو تقسيم المائدة لأركان كما طلبتم، وهو الصديق الفنان القدير محمد صبحي «سنبل وونيس وكل حاجة حلوة في المسرح والدراما التليفزيونية»، أستضيف في المقعد المجاور له مباشرة الكاتب الكبير لينين الرملي، وطبعا الناس فهمت دلوقتي أنا ليه جمعت بين الاتنين دول في مقعدين متجاورين علي مائدتي، عشان عايز اقول لهم «انا مش عايز اشوفكم مجتمعين علي مائدتي فقط.. إنما عايز اشوفكم من جديد في المسرح.. وانا واثق ان المسرح ها يشهد نقلة اخري عندما تجتمعان معا من جديد»، ومن البديهي أنني سوف أذكر الصديق محمد صبحي علي مائدتي بقصة اليوم الذي خصمه من مرتبي عندما عملت معه في مسرحية «الهمجي» وكان اليوم بيقف عليّ وقتها بعشرين جنيه، مبلغ مش بطال ويزعلني خصمه، فكتبت فيه قصيدة هجاء صورت منها كذا نسخة وعلقتها في كل مكان بكواليس المسرح، وها اسمعهاله هو بقية ضيوفي عشان اشهدهم علي اللي عمله فيّ قبل كده، والقصيدة بتقول «رحت اشكي للنجوم والغيوم والمطر انه.. طعن بسيف مسموم قلبي البريء أكمنه.. مضي مرسوم بخصم اليوم ولا رجع عنه.. آل يعني عمري يا صبحي ناقص يتخصم منه.. بالذمة جالك قلب تمضي علي المرسوم.. بالذمة جالك قلب بالذمة جالك نوم.. يا اهلي يا اصحابي يا اعضاء فرقته.. يا خلق حد يواسي قلبي في هزيمته ومحنته.. وانت يا لينين يا نازي تشاركه حتي في قسوته.... مضي حبيبك مضي يا قلب يا مصدوم.. زي القدر والقضا اتي النبأ مشؤوم.. يا صدر رج الفضا بصرخة المظلوم.. ولي زمان الرضا ولا الرضا مخصوم.. ليه يا صبحي كده لا عاد عتاب ولا لوم.. سعد زغلول اتنفي وانا اتخصم لي اليوم» ! المبدع الكبير ينتقل بنا القدير صلاح عبد الله للمقعد التالي قائلا «في المقعد ده ها استضيف المخرج المبدع الكبير خالد جلال الذي يعد من أنجح المخرجين والمبدعين حاليا، وانا سعيد بنجاحه وبفتخر به دائما لأني تنبأت له بهذا المستقبل المبهر عندما اخرجت له في الجامعة، وواضح أن التليمذ تفوق علي الاستاذ، ومن متابعتي للعروض والنجوم اللي بيفرخهم من مركز الإبداع ها اقول لكل ضيوفي علي المائدة أن خالد جلال «ماركة مسجلة» للنجاح، وله بصمة في الكثير من النجوم الذين تخرجوا من المركز وأكدوا وجودهم في الدراما التليفزيونية والسينمائية بسرعة، فشكرا لخالد جلال وها اطالبه بأنه يحافظ علي المركز اللي بأعتبره من أهم المراكز الإبداعية في مصر بل والتعليمية مثل معاهد التمثيل والفنون المسرحية». النجوم الثلاثة أما المقعد التالي فسيكون لضيفي الفنان خفيف الروح والدم هاني رمزي، هكذا يقول صلاح عبد الله، ويضيف قائلا «وبجواره سوف استضيف الفنان فتحي عبد الوهاب، وبجواره الفنان محمد شومان، والثلاثة دول انا بستضيفهم معا لأن بداياتهم الفنية كانت في مسرح الجامعة بكلية التجارة وانا اللي كنت بخرج لهم العروض المسرحية اللي بيشاركوا فيها ضمن فريق الكلية، ومن يومها وانا متوسم فيهم انهم ها يكونوا نجوم كبار لهم شنة ورنة في المسرح والسينما والتليفزيون وقد صدق حدسي واصبحوا من كبار نجوم الصف الاول». بني آدم شو يضحك الفنان صلاح عبد الله بشكل مفاجيء وهو يخط علي الورق اسم ضيفه التالي قائلا «مش ممكن طبعا تخلو مائدتي من اخويا وصديقي وحبيبي ورفيق دربي الفنان الكوميدي الجميل أحمد آدم، اللي ها أول له اقول ما يشرف «وحشتني يا راجل، بقالي فترة لا شفتك ولا سمعت صوتك، مع دي مش من عوايدك ولا من عوايدي»، ويلتفت لي صلاح عبد الله قائلا «العلاقة اللي بتربطني بأحمد آدم علاقة انسانية عميقة جدا، جمعتنا اعمال فنية كثيرة في المسرح مثل «حودة كرامة» و«فيما يبدو سرقوا عبده» وغيرها كتير، وأهم عمل جمع بيننا للتأكيد علي معني الوحدة الوطنية «فيلم هندي». ألف سلامة المقعد التالي علي المائدة يخصصه صلاح عبد الله للمخرج الكبير جلال الشرقاوي قائلا «أولا لأني أريد أن اطمئن علي صحته لأني سمعت في الفترة الأخيرة انه تعبان شوية وها أقول له انا وكل ضيوفي اللي همه تقريبا من تلاميذه «ألف سلامة» لأنك قامة وقيمة فنية كبيرة كمحاضر لتلاميذك في معهد الفنون المسرحية، وكمنتج مسرحي شجاع وجريء بتقدم عروض جريئة، وكمخرج مسرحي أيضا تخرج علي ايديك الكثير من النجوم الشباب اللي اصبح لهم مكانة جيدة». الضاحك الباكي المقعد الأخير في المائدة سيخصصه القدير صلاح عبد الله لعبقري الميلودراما والكوميديا معا الراحل نجيب الريحاني الفنان الذي خرج من تحت عباءته كل نجوم الكوميديا في مصر والوطن العربي ومازالت مدرسته مؤثرة في أداء أغلب نجوم الكوميديا، ويقول «انا غصت وعشت في شخصية الريحاني وتقمصته وعايشته وتلبستني روحه عندما اسند لي القيام بتجسيد شخصيته في مسلسل «الضاحك الباكي» وفجأة وقف المشروع ولا أملك إلا أن أقول «خسارة، كان نفسي أجسد شخصية هذا العبقري اللي لازم كل بيت في وطنا العربي يعرف رحلة كفاحه وآلامه ونجاحاته في فترة مهمة جدا من تاريخ مصر»، وكل رمضان وانتم بخير».