الجرائم الإرهابية الدموية والبشعة التي وقعت بالكويتوتونس وفرنسا يوم الجمعة، وما شهدته من تفجير وقتل وسفك للدماء، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان الإرهاب جريمة عالمية عابرة للحدود، لا وطن ولا دين ولا ملة لها علي الاطلاق، وان خطرها ليس قصرا علي دولة بعينها، أو منطقة بذاتها، ولكنه يهدد الجميع ويشمل الكل، فهو عدو للحياة بكل صورها وألوانها. هذه حقيقة واضحة تزداد وضوحا ورسوخا في كل يوم، في ظل ما يجري في منطقتنا العربية وعلي امتداد الساحة الاقليمية والدولية أيضا،...، وأي تصور غير ذلك هو مجرد وهم وبهتان، وادعاء كاذب يروجه المغرضون لخداع البسطاء من الناس والتدليس علي الشعوب، سعيا لتحقيق أغراضهم الاجرامية والوصول إلي أهدافهم الدنيئة، بالقتل والتخريب والدمار ونشر الفوضي واشاعة عدم الاستقرار. وفي ظل ذلك كان من الطبيعي أن يحدث اللقاء ويتم التعاون بين جماعات التطرف والضلال والتكفير وعصابات القتل والتفجير والارهاب، وبين القوي الكبري في العالم صاحبة المصالح الاقليمية والدولية الواسعة والكبيرة، والممتدة بطول وعرض الخريطة الدولية الممتدة شرقا وغربا، وذلك في اطار المنفعة المتبادلة، حيث تقوم جماعات وعصابات الإرهاب بتنفيذ الأعمال والتعليمات الموكلة إليها من جانب القوي الكبري، في مقابل الرعاية والتمويل والتسليح والدعم المستتر،...، وهو ما يحدث الآن رغم كل التصريحات المخادعة التي تقول بغير ذلك. والمتأمل للجرائم الدموية البشعة التي وقعت بالكويتوتونس، يجد أنها تخدم المخطط التآمري للقوي الكبري لاشاعة أكبر قدر من الفوضي وعدم الاستقرار في المنطقة العربية كلها بصفة عامة، واشعال الفتنة والصراع الطائفي بين السُنة والشيعة في الكويت ومنطقة الخليج بصفة خاصة،...، هذا بالاضافة إلي عدم السماح باستقرار تونس ونجاتها من مخطط اشاعة الفوضي والعنف. أما الاستهداف المتكرر لفرنسا من جانب الإرهابيين، والذي ظهر من خلال الحادث الأخير في «ليون» وما سبقه في واقعة «شارل ابدو» فمن الواضح انه يأتي كتحذير من هذه الجماعات والعصابات لدولة أعلنت بوضوح ادانتها للإرهاب، الذي يمارس علي المنطقة العربية وضد مصر بالذات، وذلك بهدف ارغامها علي تعديل موقفها. باختصار نحن أمام تحالف شيطاني بين قوي اقليمية ودولية، وجماعات وعصابات الضلال والتطرف والإرهاب، يعمل بكل الخسة والدناءة لنشر الفوضي في المنطقة العربية كلها، سعيا لاعادة رسم الخريطة من جديد،...، وهو ما لن يتحقق بعون الله، ووقوف العرب صفا واحدا في مواجهة هذا المخطط.