لم أصدق نفسي وأنا أبحر في عمق قناة السويس الجديدة.. لم أصدق أن الحلم أصبح حقيقة، وأن المعجزات عادت لتتحقق علي أرض بلدي! نعم.. ليس من سمع كمن شاهد أو كمن لامس أو كمن تحقق بنفسه أو كمن عايش التجربة.. لقد كنت هناك علي أرض ومياه قناة السويس الجديدة، وشاهدت كيف سرت الرعشة في أجسادنا نحن المدعوين نساء ورجالا.. كبارا وصغارا.. وكيف تساقطت دموعنا من صمت الرهبة التي صنعها المشهد الحقيقي الذي يُعرض علي الشاشات ويجسد خطوات حفر القناة الجديدة، والذي كان يصاحبه تعليق مضيفنا الكريم الفريق مميش رئيس هيئة قناة السويس ومعه كل فريق هيئة قناة السويس، ومن ورائهم كل أبناء مصر ممن اختارهم القدر ليشاركوا في خلق القناة الجديدة وشقها وسط الصخور الأبية، بدءا من التخطيط علي الورق، وانتهاء بقرب إنجاز الحلم، ويكفيني ويكفيكم هذا الإنجاز العظيم الذي زُرِع في جسد مصر ليجري داخله كشريان أزلي للحياة. وصدقوني لأول مرة منذ بداية الثورة أستعيد مرة أخري فرحتي وعزتي، وأسترد زخم كل المشاعر الوطنية التي فجرت داخلي مشاعر الثقة بنفسي وببلدي وبشعبي، ويعود لي كل تفاؤلي دفعة واحدة، وأصمم علي ألا أفقده أبدا مهما حاول المشككون والموتورون ! " نأذن نحن عبد الفتاح السيسي.. ببدء حفر قناة السويس الجديدة وأعد بأننا بعد عام واحد إن كتب الله لي العمر أننا سنحتفل معاً بافتتاحها"هذه كانت كلمة البداية كانت بإذن الله.. وكانت هي وعد السيسي للشعب المصري، ومع هذا كنا لا نصدق أنفسنا أن تلك المياه التي نبحر فيها حقا ووعدا هي مياه القناة الجديدة، وأنها ستُشهِد العالم علي عظمة مصر وأهلها ممن قرروا أن يحفروا وينشئوا ويمولوا قناتهم بأيديهم وأنفسهم ومالهم ودمائهم! وكنت قد تلقيت دعوة اعتبرتها دعوة غاية في الكرم من وزير البيئة د. خالد فهمي يدعوني فيها لزيارة القناة مع أعداد كبيرة من الإعلاميين وفريق عمله الرائع في وزارة البيئة، لحضور الاحتفال بيوم البيئة العالمي بهيئة قناة السويس، وليكون مضمونه تتويج جهود الوزارة بتقديم دراسة عن تقييم الأثر البيئي لمشروع القناة الجديدة كي تتكامل الرؤية للمشروع حاضرا ومستقبلا، فكانت المفارقة التي وجدتها هي أنني أشهد تقييم الأثر النفسي الإيجابي العظيم للقناة الجديدة علي نفوس كل الحضور، والذي ينبغي دراسة تأثيره علي شعب مصر قبل وبعد أي تقييم آخر حتي ندرك جميعا عظمتنا نحن المصريين! مسك الكلام.. توقيع السيسي علي أمر حفر قناة السويس الجديدة لا يكفيه في سجل إنجازات سنة من الحكم، بل مئات السنين التي سيسجلها له تاريخ مصر والعالم بأسره!