متي ينتهي كابوس الحرب في سوريا؟.. وهل يقبل السوريون استمرار الرئيس بشار الاسد كجزء من الحل السياسي للازمة؟ وما اسباب التردد العربي والامريكي في انهاء معاناة السوريين؟.. اسئلة عديدة طرحناها علي الدكتور أحمد طعمة رئيس الحكومة السورية المؤقتة المشكلة من قبل "الائتلاف الوطني للمعارضة السورية" والذي أكد ان من أهم اولوياتها مكافحة الإرهاب، وفوضي السلاح، وبناء جهاز للشرطة، وإدارة المعابر الحدودية، واستصدار جوازات سفر للسوريين.. وفيما يلي نص الحوار : كيف تري اعادة تكليفك برئاسة الحكومة السورية المؤقتة من قبل "الائتلاف الوطني" ؟ - اعادة تكليفي بتشكيل الحكومة يعد بمثابة دعم لمشروع وطني وليد وليس دعما لشخصٍ أو كتلة وأرفض أن أكون محسوباً علي جهة ضد أخري أو دولة ضد اخري وأتمني أن أنال ثقة الجميع فالاستقطاب يضر بالثورة سواء كان داخليًا أو خارجيًا ولا أعتبر نفسي طرفا في أي كتلة أو أدخل في صراع ضد أي طرف في الائتلاف، والحكومة لكل السوريين ويدي ممدودة للجميع". ماهي أولويات الحكومة المؤقتة حاليا ؟ - أولوياتنا هي العودة إلي داخل سوريا هذا بالنسبة لنا هو المطلب رقم واحد والذي ننام ونفيق عليه ونريد أن نكون قريبين من الناس ونتفاعل معهم وأن نوصل إليهم ما نستطيع من مساعدة وإن لم نستطع تقديم دعم مادي فلا أقل من كلمة طيبة والناس في داخل سوريا بعد كل هذه المآسي هم بحاجة كبيرة لمثل هذا اما عن احتياجاتنا العسكرية فنحن بحاجة إلي نوعين من السلاح: المضاد للدبابات والدروع والمضاد للطائرات لإيقاف اجرام البراميل المتفجرة التي يلقيها النظام علي الشعب. وجلب الدعم المالي من الدول الشقيقة لمواجهة احتياجات السوريين وتعزيز دور وزارة الدفاع في الميدان، وبناء قوة عسكرية وطنية، تحمي مؤسسات الدولة السورية، والثورة فضلا عن تعزيز دور وزارة الداخلية والعمل علي ترتيب أمور إدارة المعابر الحدودية وبناء جسم الشرطة في الداخل السوري. هناك من يري فجوة كبيرة بين العمل الميداني علي الأرض في سورية وبين الائتلاف؟ - هذا صحيح وهذه إحدي المشكلات التي نعاني منها ونسعي لردم الهوة مع القيادات العسكرية الموجودة في الداخل وأحد أسباب ذلك أن المجتمع الدولي لم يؤمن لنا ولو جزءا بسيطا من الحماية التي تستطيع من خلاله الحكومة والائتلاف الانتقال إلي الداخل وجهدنا الأساسي في الحكومة ينصب علي تقديم الخدمات للمواطنين السوريين في مجالات التعليم والصحة والمجالس المحلية وقد كانت ابرز أولوياتنا عند تشكيل الحكومة العام الماضي هي الانتقال بكامل الحكومة إلي الداخل السوري. هناك برنامج لتدريب قوات المعارضة ماذا استجد في هذا الملف؟ - فكرة المشروع تعتمد علي تدريب مجموعات مقاتلة تعدادها 15 ألف مقاتل علي مدي ثلاث سنوات وتكون علي مراحل وتبدأ مع تخريج أول مرحلة وهذه تتجه باتجاه سوريا لكي تقوم بتحرير منطقة قريبة من الحدود التركية السورية ثم بعد ذلك يبدأون بتحرير منطقة أخري في الوقت الذي ينتقلون فيه تقوم الحكومة السورية المؤقتة بالانتقال إلي هذه المنطقة المحررة جزئيا وتمكن نفسها وتقدم الخدمات للمواطنين وهذا المشروع بأساسه موجه ضد تنظيم الدولة ولكنه يتضمن إمكانية مواجهة النظام في حالة التماس المباشر ولكن المشروع بشكل أساسي سوف يبدأ في المنطقة الشرقية لمواجهة تنظيم الدولة. وماذا عن مقترح انشاء منطقة عازلة في سوريا ؟ - إنشاء منطقة عازلة في سوريا سيشكل مرحلة جديدة، تتيح للحكومة الانتقال إلي داخل الأراضي السورية كما ستكون ملاذاً آمناً للسوريين الذين هُجروا من ديارهم وأن تكون نقطة انطلاق لتحرير كامل التراب السوري من نظام الأسد. متي ينتهي كابوس الحرب في سوريا ؟ - المعركة النهائية هي التي يتم فيها إخراج النظام، وإخراج الشعب السوري من هذا الكابوس الذي عشنا تحته خمسين عاماً المسألة هي كفاحٌ من قبل شعبٍ يسعي للحصول علي الحرية والكرامة في مواجهة نظام مستبد.. في إحدي المقابلات في بداية الثورة سألتني شبكة تلفزيون عالمية: لماذا يُصرّ الشعب السوري علي الاستمرار في الخروج في مظاهرات رغم أنّه يري بأم عينه أنّه يُقتَل؟ فكانت إجابتي لهم أنّ الشعب السوري قد وصل إلي مرحلة تساوي لديه فيها الموت والحياة فأقبَلَ علي الموت لكي توهبَ لأبنائه الحياة. هل تري النظام يترنح ويلفظ انفاسه الاخيرة ؟ - بالطبع وهناك الكثير من المشكلات التي أصابت النظام في الفترة الأخيرة، والكثيرون من أعضائه لم يعودوا مقتنعين بشرعية ما يفعلونه..لماذا يستمرّ بقتل الشعب؟ لماذا يستمر بهذا الإجرام؟ ولماذا يدافع عن نظام مستعد أن يتخلي عن جنوده في أية معركة تقضي فيها مصلحته بأنْ يتخلي عنهم لقد رأينا بأم أعيننا كيف أنّ النظام عندما يتعرّض قادته الكبار لمجرّد تهديد يهربون ويتركون الجنود المساكين يتلقون الضربات وقد أدّي تراكُم كل هذا إلي شعور المقاتلين بأنّهم يُدافعون عن سراب. كيف ترون تصريحات الاسد الاخيرة التي أكد خلالها أن خسارة معركة لا تعني خسارة الحرب؟ - الأسد دائماً يتحدّث هكذا..أين الشجاعة فيما يفعله عندما تخرج طائرات النظام ثمّ تلقي البراميلَ علي الشعب المسكين الآمن وعلي مواطنين محايدين لا ينتمون لا إلي المعارضة ولا إليه بل فقط يريدون لقمة العيش؟ لكنّه يعتبر أنّ عليهم أن يُعاقبوا ويموتوا لمجرد أنّهم موجودون في المناطق المحرّرة ويقومُ مُفتيه بإعطاء النظام فتوي شرعية لإبادة كلّ المناطق المحررة لمجرّد أنّها مناطق محررة. إذا طُرِح عليكم بقاء الأسد لمرحلة انتقالية أو خروجه من المشهد بطريقة أمنة مقابل تنحّيه عن منصبه هل تقبلون؟ - للأسف هذا ما سعي إليه جزء من المجتمع الدولي حيث عمل جاهداً علي إقناعنا بالموافقة علي أنْ يكون بشار جزءاً من المرحلة الانتقالية وهذا ما لم ولن نقبله علي الإطلاق بعد كل هذه الجرائم اما بالنسبة للخروج الآمن فلم تتم مناقشة هذا الموضوع وعندما يُطرح علينا فحينئذٍ لكلّ حادثٍ حديث لكنّني شخصياً أعتقد أنّ بشار لن يقبل مثل هذا الخيار في يومٍ من الأيام لأنّه يعيش حالة يعتقد فيها أنّه إله أو نصف إله وأنّه هو الحاكم الشرعي المتحكّم بكل رقاب البشر وأن نصف الشعب السوري شعب إرهابي ينبغي أنْ يُباد والجميع يسمع تصريحاته التي تُبثّ علي التلفاز عندما يتحدّث عن الشعب السوري باعتبار أنّ نصفه إرهابيون، هل هذا حديث رئيس جمهورية؟! هناك تقارير دبلوماسية تتحدّث عن وجود مساع أمريكية إيرانية لإجبار الأسد علي التنحّي ؟ - لا أصدّق أبداً أنّ هناك مساعي إيرانية لإجباره علي التنحي بالنسبة للمشروع الإيراني بشار واحد من أهمّ ركائزه والإيرانيون ينظرون إلي سقوط بشار علي أنّه سقوطٌ لهم في طهران وبالتالي فمن المستحيل أن يفكّروا بهذا ولا أصدّق أيّ طرحٍ من هذا القبيل فكلّ ما يُطرح هو عبارة عن خداع إيراني لنا أملاً في استدراج المعارضة السورية إلي حلول في النهاية لن تجديَ الشعب السوري نفعاً وأري أن الإيرانيين من خلال إصرارهم علي دعم نظام بشار الأسد يتسببوت في زيادة المحنة في كل المنطقة لا بل أزعم أن دعمهم لبشار الأسد كان السبب الرئيسي في ارتدادات الثورات المضادة فمتي بدأت الثورات المضادة تأخذ منحي مختلفا وتنقض من جديد علي الحريات العامة في الوطن العربي الا بعدما عمد بشار الأسد إلي سحق الشعب السوري بقوة السلاح. وما سبب صمت العالم وعدم وجود ارادة دولية سياسية لانهاء معاناة السوريين وكذلك التخوف الامريكي من اسقاط الاسد؟ - المجتمع الدولي متردد في حسم الموقف في سوريا لخشيتهم من أن ينفرد فريق واحد في سوريا بتقرير مستقبل البلاد وقد بذلنا أقصي الجهود لطمأنة المجتمع الدولي بأن هذا لن يحدث فالشعب السوري بطبيعته طيب محب للحياة متسامح يريد أن يعيش الحياة المدنية كما يعيشها الغرب وبالنسبة لأمريكا فان السبب الذي يؤخرها في إغلاق ملف الأسد هو تخوفها من أن يصب سقوطه في مصلحة داعش وأنه يجب اولا الاجهاز علي تنظيم الدولة أولا ثم بعد ذلك النظام إلا أن بعض أطياف المعارضة السورية تري أنه في حالة القضاء التام علي داعش الآن فإن خروجهم من الساحة سوف يمكن النظام من الاستيلاء علي المناطق التي يخرج منها تنظيم الدولة وهذا يشكل خطورة كبيرة .