كشفت الازمة اليمنية عن تنفيذ سيناريو جديد لتفكيك وتقسيم ما تبقي من الدول العربية وفي مقدمتها مصر والسعودية وذلك بعد فشل سيناريو الفوضي الخلاقة والشرق الاوسط الجديد علي صخرة الصمود المصري في 30 يونيو 2013.. وقد تأكد بما لا يدعو للشك.. ان التحالف الصهيوامريكي هو الذي يدير الصراع في اليمن لمصالحه الخاصة والتي تتعارض مع المصالح العربية. واذا كانت اسرائيل قد اعربت عن قلقها البالغ من نتائج مفاوضات البرنامج النووي الايراني.. فان التطمينات الامريكية جاءت سريعة ومباشرة وواضحة وضوح النهار سواء من جانب الادارة الامريكية التي اعلنت مسبقا عن تقديم اكبر دعم امريكي عسكري لإسرائيل وأحدث ما انتجته الترسانة العسكرية الامريكية وفي مقدمتها طائرات اف «35» 50 طائرة دفعة اولي فضلا عن قيام الكونجرس باقرار تشريع يتيح له الاعتراض علي اي اتفاق تبرمه الادارة الامريكية بشأن البرنامج النووي الايراني. وفي نفس الاطار يأتي الدور السافر للإدارة الامريكية في اجهاض طلب مصر والعرب ضرورة توقيع اسرائيل علي اتفاقية اخلاء الشرق الاوسط من الاسلحة النووية وذلك اثناء انعقاد دورة مراجعة معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية والتي اختتمت اعمالها بنيويورك 22 مايو الماضي. اما فيما يتعلق بتركيا فقد اصبح واضحا الاستعدادات الجارية لاحتلال اجزاء كبيرة ومهمة من شمال سوريا لتحقيق هدفين اولهما منع اقامة دولة كردية كبري تضم الاكراد في العراقوسوريا وتركيا وايران.. وثانيهما اسقاط نظام بشار الاسد لصالح تنظيم الاخوان الارهابي الاجرامي الدموي ويأتي الدور الكبير الذي قامت به المخابرات التركية لتهريب اسلحة للجماعات الارهابية في سوريا والدعم المالي القطري غير المحدود.. وزيارة رئيس الوزراء التركي احمد داود اوغلو لضريح سليمان شاه في الاراضي السورية 10 مايو الماضي لتأكيد الاطماع التركية في الاراضي السورية. واذا انتقلنا الي مصر المحروسة نجد ان ترتيبات التحالف الصهيوامريكي تجري بقوة لحشد اكبر عدد ممكن من التنظيمات الارهابية المتأسلمة بالاراضي اللبيبة والحدود الغربية لمصر والسعي من مندوب الاممالمتحدة في ليبيا برناردينو ليون حثيثا لاعطاء شرعية لجميع التنظيمات الارهابية بالاراضي الليبية وسقوط «سرت» مؤخرا في يد داعش.. ورفض مجلس الامن تسليح الجيش الليبي والزيارات المتكررة للاسطول الايراني لخليج عدن والبحر الاحمر ومحاولات الاحتكاك بالاسطول البحري المصري.. كل هذا يتم في اطار محاصرة مصر. وفيما يتعلق بدول الخليج وفي مقدمتها السعودية فان المؤامرة الصهيوامريكية واضحة حيث قامت القوات الامريكية للمناطق التي كانت تتمركز فيها في اليمن للحوثيين.. كما تنصل اوباما من التوقيع علي اتفاقية دفاع مشترك مع دول الخليج فضلا عن امتناع الادارة الامريكية عن تقديم المزيد من الاسلحة للسعودية ودول الخليج بحجة الحفاظ علي التفوق الاسرائيلي.. وقيام بان كي مون بدور مدير ادارة الازمات بوزارة الخارجية الامريكية باعلان ان المنظمة الدولية سترعي محادثات سياسية يمنية في جنيف الخميس الماضي ثم تأجلت الي اجل غير مسمي بسبب اعتراض اليمن ودول التحالف العربي لامتناع الحوثيين عن تنفيذ قرار مجلس الامن رقم 2216 والذي يقضي بانسحابهم من المدن التي سيطروا عليها وتسليم اسلحتهم. لهذا فان الخلاصة ان التحالف الصهيوامريكي بالاشتراك مع كل من ايران وتركيا وربما روسيا مستقبلا عقد العزم علي تفكيك وتفتيت ما تبقي من الدول العربية