ارحموا فقيراً تقطعت به السبل واصبحت رقبته رهينة تحت سيف الحاجة وقسوة الحياة لست مطربا ولا فنانا مشهوراً ولكني مصري ابن هذا البلد أكلت من خيراته وكافحت في منظومة العمل به حتي خرجت للمعاش وكأن القدر كان ينتظر تلك اللحظة ليجهز علي ما تبقي لي من أمل في الحياة فهاجم مرض حمي البحر المتوسط جميع أفراد اسرتي وحول زوجتي من شعلة نشاط الي مجرد حطام ملقي علي أحد الاسرة بمستشفي معهد ناصر ولا أدري إن كان علاجها يتم في قسم الكلي حيث وضعوها وإحتجزوها فيه ولان بالمصائب لا تأتي فرادي فقد ورث أطفالي الأربعة هذا المرض اللعين واصبحت عاجزاً عن فعل اي شيء لهم خاصة بعدما استهلكني رحلات البحث عن علاج لزوجتي في عدة مستشفيات. كانت هذه كلمات باكية للمواطن محمد محمد حمدي «65 سنة» بالمعاش والمقيم بشارع عامر شحاتة الطالبية الهرم بالجيزة. يقول عم محمد في البداية اصيبت زوجتي الضعف والوهن ولم تعد قادرة علي الحركة توجهت بها إلي العديد من الاطباء فجاء كل واحد منهم بتشخيص مختلف عن الآخر وبعضهم قال إنه فيرس أو ميكروب لم يتم اكتشافه بعد - لم يصبني اليأس وواصلت رحلة البحث عن علاج لرفيقة العمر وشريكة الحياة فجبت بها المستشفيات الحكومية والجامعية حتي استقر بها المقام أخيراً بمعهد ناصر جسد هزيل وسط عشرات من أجسام لا تسمع منها سوي أهات الالم والدعوات لله ان ينعم عليهم بالشفاء، ويريحهم بالموت اما أطفالي الأربعة فقد بدأت رحلة العذاب منذ أن كان عمرها عامين أي من 12 سنة مضت فقد بدأت الاعراض تظهر عليها بالم في المعدة والهزال والم طاحن في العظام تحول إلي هشاشة وتطور الأمر إلي انتفاخ في المعدة الامر الذي حير الاطباء في تشخيص المرض وبدأت رحلة العلاج بالتحاليل والفحوصات الطبية التي استنفزت كل مدخراتي واضطررت إلي طلب المساعدة من أهل الخير إضافة إلي الاقتراض من الاقارب والجيران وبلغت ديوني 50 الف جنيه. وأخيراً أجمع الاطباء علي ضرورة سفر طفلتي الصغيرة أسماء «14 سنة» للعلاج في الخارج وتم بمساعدة اهل الخير الاتصال بمستشفي سان مارك بلندن وأرسلنا لها كل التقارير الطبية عن الحالة فوافقوا علي علاجها هناك وفوجئت بأن أقل تكلفة لرحلة العلاج هي 25 الف جنيه إسترليني واسقط في يدي فمن أين ادبر هذا المبلغ وأنا لا أعرف شكل الاسترليني كما أن لدي ثلاثة أطفال آخرين مصابين بمرض حمي البحر المتوسط ويحتاجون للعلاج فوراً. كاد اليأس يقتلني لكن الله ارسل الي من يرشدني الي الطريقة فأشار علي بعرض مشكلتي علي رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وكل أصحاب القلوب الرحيمة وقررت عرض رسالتي من خلال جريدة «الاخبار» داعياً المولي عز وجل في أن يرسل الي من يعيني علي تجاوز محنتي ومسح دموع اسرة فقيرة حاصرها المرض ولم يعد لها امل الا الله. سارة أحمد ورضوي حسني