في فناء مدرسة(فضل الحديثة) بالهرم، وعلي مرأي ومسمع من تلاميذ المدرسة، وقف مجموعة من رجال التربية والتعليم(للأسف) بمديرية التعليم بالجيزة( وكيلة وزارة التربية والتعليم د.بثينة كشك، ومدير عام إدارة الهرم، ومدير مدرسة فضل، وبعض المعلمين) وقفوا يشعلون النيران، ويتحلقون حول الحريق، يلتهم 57 كتابا دينيا بدعوي تحريضهما علي العنف والتطرف... طقس الحريق كان مصحوبا بالأغاني الوطنية (يا أغلي اسم في الوجود، بلادي بلادي) بينما يرفع المعلمون الأعلام المصرية، هاتفين تحيا مصر(ومصر براء من هذه المصيبة بالتأكيد)..!! مشهد فاشي بكل المقاييس، مشهد مخز ومستهتر وغير مسئول، يتجاوز معني المدرسة، ومعني العلم، ويهدر كل قيمة للكتاب.. مشهد جاهل يفزع من الاختلاف، ولا يعرف سوي نسف الآخر... د. بثينة كشك وكيلة التربية والتعليم بالجيزة، والتي قادت إشعال حريق الكتب، صرحت بأن الحريق داخل المدرسة كان مقصودا، لإثبات ضبط الكتب المخالفة داخل المدرسة (تقصد مسرح الجريمة) وليكون حرقها عبرة، لحظر أي فكر متطرف، خاصة وأن التعليمات تقضي بإعدام الكتب الخارجة عن المألوف، وليس فرمها، ولهذا كان اللجوء إلي إحراقها..!!..وكان قرار الإدارة التعليمية بالهرم، بالتخلص من الكتب المحرضة علي العنف بالحرق، والموجودة داخل مكتبة المدرسة، علي الرغم من أنها خارج القائمة المسموح بها للمكتبات المدرسية بمعرفة الوزارة! مشهد مخز للغاية..وهو مصيبة بالفعل، يؤسس للعنف والتطرف، صورة للجهل والتعصب وعدم القدرة علي مواجهة الفكر بالفكر، والرأي بالرأي، ولكن مواجهته بالنسف والمحو والحريق!! لا يكفي إعتذار مدير المدرسة، ولا يكفي التحقيق مع مشعلي الحريق، لابد من تدخل وزير التعليم، فالخطر داهم.. الكتب تحرق في طقس احتفالي مجنون داخل مدرسة، وأمام التلاميذ !!.