نحن في أشد الحاجة إلي اضفاء مسحات من الخضرة والجمال اينما وجدنا، نحن في أشد الاوقات إلي حياة هادئة بعيدة عن التوتر والصخب وإلي بيئة نظيفة وشوارع تخلو من التلوث والضوضاء وعوادم السيارات. وهذا ليس حلما أو بعيد المنال، بل بامكاننا تحقيق ذلك بفكر جديد، وبتعاون جاد ومخلص مع المحليات ومبادرات أهلية، فهل من مجيب؟ فمن يبدأ؟ يحزنني دائما كلما زرت مدينة السويس الباسلة أن الاتربة والمخلفات تغطي الشوارع، والباعة الجائلون في كل مكان، رغم وجود سوق حضاري ضخم كلف الدولة الملايين وفي موقع متميز في مدخل المدينة من ناحيتي القاهرة والاسماعيلية ولكنه مهجور ومحلاته مغلقة والمخلفات تحتله، والقطط تتخذه مرتعا لها، وطائر الغراب الذي يتخذ من السويس محمية طبيعية له يرتع براحته، والسوق من داخله مجمعا للقذارة. حتي حي بورتوفيق الذي كان جميلا ونموذجا معماريا فريدا، امتدت اليه يد العبث والتشويه، الفيلات الخاصة بهيئة قناة السويس التي بنيت في عهد الادارات الاجنبية للقناة، لا أدري كيف امتدت اليه الايادي الشيطانية وهدمت بعضها وشيدت مكانها برجا وفندقا خاصا، شاليهات بورتوفيق التابعة للمحافظة والمطلة علي بحيرة تتصل بميناء السويس البحري، وتشكل منظرا رائعا مهملة ومهلهلة ترتع فيها الحشرات رغم الاقبال الشديد عليها ( يعني بتكسب) اقتطعت من حدائقها أجزاء كثيرة وتحولت إلي قاعات للافراح وملاهي الاطفال. وسط السويس وبالقرب من قسم شرطة الاربعين الذي شهد علي مر العصور العديد من الهبات والانتفاضات الشعبية لاهالي السويس ومقاومة شعبية باسلة للحصار الذي تعرضت له المدينة ابان الثغرة في اكتوبرعام 1973م، وفي 25 يناير 2011م عقب اندلاع الثورة الشعبية جاء اول شهيد لها من ابناء السويس، خلفه يوجد سوق يومي كبير اقل مايقال عليه انه مستنقع أو مزبلة كبري. أما آن لهذه المدينة المناضلة الباسلة أن تنضم إلي المدن الراقية نظافة ونظاما وتحضرا ورونقا وتشجيرا؟ هل طلبت المحافظة من وزارة شئون البيئة شتلات اشجار مجانا لغرسها بالشوارع ورفض طلبها؟ هل طلبت من وزارة الزراعة اشجارا مجانا من مشاتل الوزارة بالسويس أو اي مكان ورفض طلبها؟ المدينة الباسلة تستصرخنا جميعا أن نهب لاضفاء مسحة جمال عليها.. فهل يتحرك محافظها المجدد له لقيادة المبادرة؟