يحظي موضوع الماء باهتمام كبير في دولة الإمارات.. أعلنت حكومتها مؤخرا عن إنشاء برنامج وطني للاستمطار بالمركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل في أبو ظبي.. ويقدر حجم استهلاك المياه في الإمارات بحوالي 4، 5 مليار متر مكعب سنويا، ثلثاها من مصادر المياه الجوفية، ويبلغ إجمالي إنتاج محطات التحلية 1، 1 مليار متر مكعب سنوياً. بينما تبلغ حصة المياه المعالجة التي يتم إنتاجها 200 مليون متر مكعب سنويا، وتعد الإمارات ثاني دولة في العالم من حيث إنتاج المياه المحلاة. ويبلغ معدل استهلاك الفرد في الإمارات من المياه العذبة، حوالي 500 لتر يومياً وهو من أعلي المعدلات في العالم، وتمثل المياه أحد أهم التحديات التي تواجه الإمارات، حيث تغطي الصحراء 74% من مساحتها، وطقسها شديد الحرارة مشبع بالرطوبة أغلب شهور السنة، مما جعلها ضمن الدول التي نادرا ما تمطر السماء فيها، ولذلك استحدثت الدولة برنامجًا للاستمطار وكونت له هيئة علمية وإدارية وفنية، للبحث في سبل كيف يمكن الاستمطار؟. وبالإمارات 116 سدا مائيا سعتها التخزينية حوالي 118 مليون متر مكعب، إلا أن عدم هطول الأمطار بما يكفي يجعل أغلب هذه السدود مأوي للحشرات والهوام أغلب أيام السنة. وبعدما اثبتت الدراسات امكانية الاستمطار تبذل الامارات جهود كبيرة لتحقيقه معتمدة علي استشارات عدة علماء منهم فاروق الباز. و«برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار» سيقوم خلال الفترة المقبلة باختيار خمسة مشاريع مميزة لتتشارك بمنحة إجمالية قدرها خمسة ملايين دولار تقدم خلال فترة تمتد لثلاث سنوات للخروج بأفضل التجارب في هذا المجال. قالت علياء المزروعي مديرة البرنامج إن مشاركة البرنامج في المنتدي العالمي للمياة يؤكد التزامه التام بقيادة الجهود الدولية المبذولة في تطوير بحوث علوم الاستمطار وتحقيق قفزة نوعية في هذا المجال. وأضافت أن البرنامج يدعو ويشجع العلماء والباحثين ومؤسسات البحث العلمي من شتي أرجاء العالم للتفكير بطرق وتقنيات جديدة لتطوير هذا العلم بما يساهم في تحقيق الأمن المائي العالمي وللمساهمة في البرنامج والتقدم ببحوثهم إليه سواء كان في هذه الدورة أو في الدورات القادمة. وذكرت أنه رغم أن هدف البرنامج هو زيادة كمية الأمطار ومصادر المياه العذبة في الإمارات ما يمكن تنفيذه فيما بعد في المناطق الجافة وشبه الجافة التي تعاني من شح المياه.