كتب لي القاريء نصر اللوزي من(اجا- الدقهلية) معترضا علي أسئلتي الكثيرة حول عاصفة الحزم، والمشهد المعقد فوق جبال اليمن (...فكرتيني بدكتور يشخص الحالة صح الصح، بس نسي يكتب الروشته..فين الروشته ؟..أرجو أن أقرأ إجابات شافية لما أثرتيه من أسئلة، احتارالعقل في الحصول علي إجابات لها...). أستوقفني كثيرا ما ينتظره القاريء من المقال، باعتباره الكلمة الفصل، والإجابة الشافية، والحل لكل المشكلات المطروحة علي العقل... وأنا لا أكتب روشته للعلاج، ولا أحاول الإجابة عن أسئلة، ولا تقديم حلول جاهزة ونهائية.. تلك الفكرة الكسولة والمتواكلة.. أن تفكر نيابة عن الآخرين.. تتكلم نيابة عن الآخرين.. تفعل نيابة عن الآخرين..طريقة في الكتابة، وفي التفكير، وفي العمل عموما، لاتقدم وعيا حقيقيا بالمشكلة، وربما تضاعفه حين تلغي الآخر، وتغلق فكرة الحوار، وإمكانية تطويره وتعميقه. أتصور أن مهمة الكاتب هي نقد وتحليل الوعي السائد، والوعي الجاهز، وكل المحفوظات، والشعارات، والأناشيد، وكل مايمكن تقديمه من معارف تلقينية، وإجابات معلبة ومحفوظة.. مهمة الكاتب بالضرورة، هي المساهمة في بناء الوعي، لا تكريسه لوعي سائد، ولا تقديمه لوعي جاهز، ولا التفكير نيابة عن القاريء.. والسؤال يقينا هو جزء من بناء الوعي وتحفيزه، وعلي العكس كل محاولة لتقديم وعي جاهز، وتقديم إجابات وحلول نهائية للناس، هي محاولة سلبية تماما، تأخذ ولا تعطي، تسحب من رصيد المعرفة ولا تضيف، يجب أن يتاح للقاريء، للإنسان عموما،إمكانية أن يتأمل مصيره وواقعه، أن يتأمل ردود أفعاله إزاء الأحداث والواقع، وأن تتاح له الفرصة لأن يقيم هذا الواقع، وأن يستنتج طرقا أخري للحياة بفاعلية. ولعل طموحي هو طرح السؤال.. لا وضع الأجوبة.