وجدناه بدون سابق انذار مقيماً معنا بلا أي دور يذكر أو سبب لإقامته سوي اننا نحبه وهو يحبنا ويعيش معنا كواحد من ضمن أفراد أسرة بهجت قمر وشقة الدقي كما ذكرت في السابق إنني سوف أتحدث عن بعض الشخصيات والأحداث التي حدثت في شقة الدقي في مرحلة والدي قبل أن اتطرق لبعض الأحداث التي حدثت معي بعد ذلك في نفس الشقه والدي كما ذكرت كان يعيش حياة شخص عازب بوهيمي يعيش فقط من أجلي ومن أجل اصدقائه ومن اجل فنه ولايفكر في الغد هو فقط يعيش يومه وأقصي أحلامه كانت العربون من جرجس فوزي أو واصف فايز أو خفاجي أصدقاؤه ولايتطلع مثلاً لشراء أرض او بيت أو شاليه في المصيف بقدر ماكان يتطلع إلي شراء الكتب والجرائد ومجلدات المجلات القديمه بجانب طبعاً اللحوم والفراخ في الفريزر وكان يهوي ان يعيش وحوله بعض الأشخاص المقربين وكأنه كان يأسرهم بعالمه الساحر فكانوا يتركون زوجاتهم وابناءهم ويقيمون ويبيتون معنا في شقة الدقي لنعيش جوا أسريا صنعه والدي مكوَّن من فوزيه وأم فوزيه المربيتين اللتين نالتا مني مالا يستحمله بشر بسبب رزالتي الشديدة التي كانت تتناسب مع بدانتي وأنا تقريباً في الحادي عشر من عمري ( كنت تخين ورخم) وكان هناك أيضاً مصطفي صرصار: الرجل النحيل ضعيف البصر العجوز منذ أن رأيته أول مره في حياتي فهو يشبه الفنان عبد الوارث عسر إلي حد كبير لا تتخيل له صوره في مرحلة الشباب فهو ولد ليكون عجوزاً. أعتقد أنه سمي بمصطفي صرصار بسبب نحولته وشنبه وكل ما أعرفه عنه أنه كان يعمل بوظيفه بسيطه في الإذاعه المصريه وبدأت معرفته بوالدي عندما كان يحضر يومياً ليتسلم حلقات كلمتين وبس لفؤاد المهندس التي كتبها والدي سنوات طويله بالتناوب مع الكاتب الكبير أحمد بهجت ليسلمها للمخرج الإذاعي مصطفي أبو حطب. كان عم مصطفي صرصارا عاشقاً للنادي الأهلي يجلس القرفصاء ملتصقاً بشاشة التلفزيون بشكل غريب وكأنه يجلس علي حمام بلدي وبمعاناه شديده يحاول مشاهدة المباراه عابس الوجه بسبب ضعف نظره الشديد والذي فقده بعد ذلك بسنوات. من الواضح ان عم مصطفي صرصار تردد علي شقة الدقي بهدف توصيل حلقات كلمتين وبس للمخرج لنجده بدون سابق انذار مقيماً معنا بلا أي دور يذكر أو سبب لإقامته سوي اننا نحبه وهو يحبنا ويعيش معنا كواحد من ضمن أفراد أسرة بهجت قمر وشقة الدقي. لا أعلم عنه شيئا منذ فتره وأتمني ان يكون بخير ولكني أشك سمير أبو النيل : قد تتخيل إنني أتحدث عن الفيلم الذي قمت بتأليفه ومثله مكي ولكنني هنا أتحدث عن شخص حقيقي يدعي سمير أبو النيل أو (سمير فعلاً ) كما كنا نلقبه فهو يسمعك دوماً وبإهتمام شديد وعند إنتهائك من الكلام لايرد عليك سوي بكلمة : فعلاً؟!! وهو الرد الذي يجعلك تتأكد أنه لم يفهم أي شئ مما تقوله.. ضع شاربا علي صورة للمذيع جمال الشاعر ستجد أمامك سمير أبو النيل فهو صورة طبق الأصل منه.. أقسم بالله أنني عاشرت هذا الرجل سنوات عديده ولا أعرف حتي الآن ماهو عمله أو وظيفته كل ما كنت أعرفه عنه أنه كان صديقا لوالدي منذ نهايات الستينيات..كان ابن نكته وابن بلد لاتعرف كيف أقنع أم شيماء زوجته وترك بناته وجاء ليعيش معنا هو الآخر.. بعد وفاة والدي كان نموذجاً للوفاء كان لايظهر طوال العام ولكنه لا يغفل يوماً حضور الذكري السنويه لوالدي والمره الوحيده التي قصر فيها إتصلت بي إبنته لتعتذر عن عدم حضوره ( آه والله بتعتذر) فلقد توفاه الله..ولن يتصور أحد مقدار سعادتي عندما كنت أسير في الشوارع وأقرأ اسمه مكتوباً علي أفيشات الدعايه الخاصه بالفيلم وأسرح في اسمه المكتوب بالبنط العريض علي السينمات بالتأكيد كان سعيداً بما صنعته له وهو يستحق. المقالات مابتوكلش عيش هروح اشتغل شويه واكمل الأسبوع اللي جاي : سلامو عليكو