ألا لعنة الله علي هذا الواتس آب الذي ساهم في خلق جيل جديد انطوائي لا يجيد اللغة العربية بعيداً عن الواقع، وشكل أزمة كبيرة في مجتمعاتنا لا أريد أن أعرف شيئاً عن هذا المسمي ب «الواتس آب»، ولا أريد أن يحدثني عنه أحد، يكفي ما أشاهده من مصائب بسببه، يقولون إنه أكثر وسائل الاتصال انتشاراً بين جميع فئات المجتمع وأنه قناة سهلت التواصل الاجتماعي علي نطاق واسع بين الأصدقاء والأهل والمعارف، واقول إنه أسوأ وسائل الاتصال انتشاراً بين الناس، لماذا أقول هذا؟ لأننا في مصر والمنطقة العربية لا نستطيع تقنين أي وسيلة اتصال تأتي لنا من الخارج، فعدد الذين يستخدمون الموبايل في مصر وصل إلي 100 مليون مستخدم لعام 2014، بينما كان 96 مليونا في عام 2010، بزيادة أربعة ملايين خلال أربع سنوات، أي بزيادة مليون مستخدم كل عام، الإحصائية منشورة علي لسان وزير الاتصالات، والمعدل في زيادة مستمرة، خاصة أن عددا كبيرا من المواطنين يحملون عدة أجهزة بارقام مختلفة، في دولة إجمالي سكانها 90 مليون نسمة وإذا استثنينا الأطفال وكبار السن سيكون عدد المستخدمين مذهلاً..!، أما «الواتس آب» فقد وصل عدد مستخدميه حتي يناير الماضي 2015 إلي 700 مليون مستخدم حول العالم، بينما كان العدد 600 مليون في أغسطس الماضي 2014، أي بزيادة مائة مليون خلال ستة أشهر..! يتبادل فيها ال 700 مليون مستخدم ما يقرب من 30 مليار رسالة يومياً، يتشاركون فيها بمليارات الصور والفيديوهات. الواتس آب تقنية ذات حدين قد تكون مفيدة إذا تم استخدامها بطريقة سليمة لقراءة الأخبار العاجلة، ولكننا في مصر والمنطقة العربية نستخدمها في التهريج والتنكيت وتبادل الصور والفيديوهات، نستخدمها في كل وقت وأوان، في العمل والمدرسة وأثناء السير في الشارع ووصل الأمر لاستخدامها أثناء قيادة السيارة، نري الشباب يستخدمونه أثناء اجتيازهم الطرق وسط السيارات، وإذا وجدت أمامك أثناء القيادة من يترنح بسيارته ويغلق عليك الطريق انظر إلي يديه ستراه ممسكاً بالموبايل مستخدماً الواتس آب معرضاً حياته للخطر، ذات مرة أخرجت رأسي من سيارتي لأعنف قائد سيارة شاب شاهدت الموبايل بين يديه مستخدماً الواتس آب فاعتذر لي وأغلقه وبعد مروري من أمامه شاهدته في المرآة يعيد الكرة مرة أخري، لعنة الله علي الإدمان، أعرف بعض الأشخاص الذين تم فصلهم من عملهم بسبب الواتس آب، وموظفين أخطأوا في كتابة البيانات المهمة لأنهم يعملون وهم يتبادلون الرسائل علي الواتس، وآخر يعمل في بنك أخطأ خطأً كبيراً حين استلم مبلغاً كبيراً من المال سجله في حساب شخص آخر بسبب الواتس آب..!، لهذا أكره الواتس آب ولا أريد أن يحدثني عنه أحد، فضلاً عن أنه أثر تأثيراً كبيراً علي العلاقات الاجتماعية، فلا حديث بين الأصدقاء المجتمعين غير الانشغال بالحديث عن الواتس آب بشغف وولع لا مبرر له، هذا الصامت القاتل الذي أغلق الأفواه فلم يعد أحد يتحادث مع أحد حتي ولو بالتليفون لأن الواتس آب موجود، أشاهد مجموعة من الأصدقاء الشباب يجلسون معاً في الأندية أو في المقاهي ويتحادثون صمتاً بالواتس آب، ألا لعنة الله علي هذا المسمي بالواتس آب الذي ساهم في خلق جيل جديد انطوائي لا يجيد اللغة العربية بعيداً عن الواقع، وشكل أزمة كبيرة في مجتمعاتنا لأننا لا نجيد استخدام التكنولوجيا السليمة في الوقت والمكان والزمان.