أن تستقر مصر وتنعم بالامن والتحسن الاقتصادي والاجتماعي، فهذا أمر مرفوض ومشكوك فيه من قبل زمرة توقف فكرها، وتصلبت شرايينها، وباتت علي قناعة بأن مصر تسير نحو الأسوأ، وأن ماجري في مؤتمر شرم الشيخ لايخرج عن بيع مصر، ويشيعون من الان ان المليارات المعلن عنها قد دخلت جيوب الفاسدين، وأن العاصمة الجديدة للأغنياء فقط، وأن الفقراء لا مستقبل لهم ولانصيب .. هذه هي رؤي المرضي والحاقدين وشائعاتهم وسمومهم. أما الحقيقة فهي ان مصر بهذا النجاح الساحق للمؤتمر الاقتصادي، والشهادات الدولية التي منحتها المؤسسات الدولية ثقة في مستقبل مصر، والشعر الذي قاله الكثيرون عشقا فيها، منهم ممثلو ايطاليا واسبانيا وبريطانيا، وروسيا والصين واليابان والتغيير الواضح في التوجه الامريكي نحو مصر. لقد لاحظ الملايين من المشاهدين أن كثيرا من المستثمرين كرروا كلمة: اذهبوا الي مصر،شهادات دولية رصعت صدر مصر بالثقة الكبيرة في مصر وقيادتها السياسية وحكومتها. لم يكن مؤتمر شرم الشيخ مؤتمرا للمانحين... ولا لجمع المعونات.. ولا مؤتمرا لدعم دولة «مفلسة» لا قدر الله.. وليس مؤتمرا يقاس نجاحه بعدد «المليارات» التي يعلن عنها هذا الوفد أو ذاك حتي مع أهمية هذه المبالغ..بل هو مؤتمر اقتصادي شكل ملتقي هام جدا للعرض والطلب... ملتقي طرحت فيه مصر مشاريع للاستثمار ويختار المستثمرون ما يناسبهم للاستثمار فيه، اضافة الي ما يشكله من رسالة سياسية بالغة القوة. لن ننسي مواقف وكلمات اثنين من كبار المسئولين العرب وهما د. سلطان الجابر وزير الدولة الاماراتي، ود ابراهيم عساف وزير المالية السعودي، اخلاص وتفان وعشق ومهنية وذكاء بلاحدود، لقد لعبا ادوارا غاية في الاهمية في كافة خطوات الاعداد للمؤتمر، بتوجيه من حكومتيهما، وحتي انتهاء فعاليات المؤتمر، مثلا نموذجين للتفاني والعمل الجماعي الجاد. والان ما المطلوب منا نحن المصريين الشرفاء؟ هنا أقتبس من كلمات سفير مصر النشط بالبرازيل حسام زكي ما كتبه علي صفحته : انا مصري..أريد أن أبني علي الطاقة الايجابية التي ولدها المؤتمر.. أتعهد بأن أخلص في عملي من أجل مصلحة بلدي.. وأن أترجم حبي لها في صورة عمل مستمر والتزام بالقانون والأخلاق العامة، والمحافظة علي المال العام، وأتعهد بذلك أمام الله وأمام نفسي.