بقدر ما كان ترشح أحمد عز (أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني المنحل) للانتخابات البرلمانية المقبلة، مفاجئا وسريعا وصادما، بقدر ما كان خروجه من السباق الانتخابي، واستبعاد اللجنة العليا للانتخابات لأوراقه أيضا مفاجئا وسريعا. لماذا جاء؟ ولماذا ذهب؟ سؤال يفتح الباب أمام عشرات الأسئلة والتأويلات، والشائعات، والصفقات، وبالونات الاختبار، خاصة أن ترشح أحمد عز للبرلمان جاء بعد ثورة قامت أساسا ضد نظام مبارك، كان أحمد عز أحد علامات فساده..! ترشحه كان موضع تساؤل ودهشة، ربما صدمة أيضا، فمن أين له تلك الجرأة والجبروت، حين انزوي كل رموز مبارك الاخرين.. بدا مثيرا اصرار أحمد عز علي الإطلال برأسه من جديد، بدا ظهوره أو أسباب ظهوره غامضة وغير مفهومة، وموضع سؤال.. تماما كما أن أسباب خروجه تبدو أيضا غامضة وغير مفهومة، حين رفضت اللجنة العليا للانتخابات أوراق ترشحه، بسبب عدم قدرته علي فتح حساب بنكي (وهو أحد شروط الترشح) أو تلقي تبرعات لأعمال الانتخابات، بسبب التحفظ علي أمواله، اضافة إلي عدم تقديم اقرار الذمة المالية له أو لزوجته... أسباب ادارية تبدو واهية (أمام أسباب كثيرة أعمق) وأمام تسامح اللجنة العليا للانتخابات مع مرشحين اخرين، حاصلين علي أحكام سابقة بالسجن، وقضوا بالفعل سنوات في السجن، في تهم تمس الشرف والأمانة واستغلال النفوذ واهدار المال العام.. وقبلت أوراقهم للترشح للبرلمان!! جاء أحمد عز إلي الانتخابات وذهب، ولا أظنه مر عابرا أو خرج خاسرا.. خروجه كان مكسبا للجميع، وراحة لكل الأطراف، وبالتأكيد هو أكثر الغانمين.. فاستبعاده من دخول الانتخابات البرلمانية بسبب (أخطاء ادارية) هو شهادة باستحقاقه السياسي، بحقه الطبيعي في العمل السياسي، وفي الترشح في الانتخابات القادمة... وكأن شيئا لم يكن!