قال رسول الله صلي الله عليه وسلم «الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك». علي كل منا ان يراقب الله في كل أعماله وأقواله الظاهرة والباطنة بل يراقب نفسه حتي في الخطرات التي تمر بذهنه فالانسان إذا راقب ربه في كل عمل عبادي أو دنيوي فاز وربح بمغفرة ربه وهذه منزلة رفيعة تقع بين «اياك نعبد وإياك نستعين» فمعني اياك نعبد أننا نراك يا الله وهي ثمرة علم الفرد بأن الله رقيب عليه وناظر إليه وسامع له.. قال ابن عطاء الله السكندري رضي الله عنه «عميت عين لا تراك عليها رقيباً» ولكن كيف تحقق المراقبة في ظل الدنيا والهوي والنفس والشيطان؟ يقول العلماء بطاعة الله سبحانه وتعالي في افعل ولا تفعل وهذا سوف يتطلب مجاهدة القلب والتي تكون أشد تعبا علي البدن من مكابدة الصيام في النهار والقيام بالليل وبذل المال ثم تأتي مجاهدة الشهوات ومنها شهوات البصر واللسان والسمع.. يقول الامام علي رضي الله عنه «ان لله في أرضه آنية وأن هذه الآنية هي القلوب فلا يقبل منها الا ما قد صفا ورق» الحديث مصداقا لقوله تعالي «إلا من أتي الله بقلب سليم».. اما فوائد المراقبة التي تعود علي الانسان فمنها نور في القلب تشعر معه بالسكينة والانشراح والسمو بالنفس من مجرد فعل الطاعات الي الحب والتلذذ في ادائها ويظهر ذلك في الحضور مع الله وبين يديه في الصلاة والتدبر والعظة عند قراءة القرآن وكف الجوارح عن كل محرم وإخراج الصدقة مما تحبه النفس وترضاه العين خالية من شبهة النفاق والرياء ومساعدة الآخرين بغير غرض أو مصلحة. اللهم اجعلنا في الدنيا من أهل مراقبتك وفي الآخرة من أهل مشاهدتك.