شرسة وآكلة لحوم البشر, ويصعب التعامل معها, هكذا أشيع عن التماسيح بكافة أرجاء العالم, مما دفع العديد من الصيادين إلي اصطيادها فقط لتحنيطها وبيعها لمحبي الحيوانات, إلا أن رجلا عجوزا بأقصي جنوبأسوان استطاع ان يكسر هذه القاعدة, ليصبح أقدم مربي التماسيح بالمحافظة بأكملها. الحاج أحمد حسن موسي 75 عاماً, موظف بالمعاش, عاش حياته بأكملها وهو يهوي تربية التماسيح بعد أن أصبحت وظيفة أساسية له لا يستطيع التخلي عنها, علي الرغم من عمله موظفاً بشركة كهرباء أسوان, وما زاد حبه وارتباطه للتماسيح هو تربيتها من أشهرها الأولي. توجهنا إلي الحاج أحمد بجزيرة وسط النيل تسمي «غرب سهيل» وهي أشهر قرية نوبية سياحية يأتي لها السياح من كافة أرجاء العالم, وبدأ يروي لنا قصة تربية التماسيح قائلاً: «يطلقون علي هنا عاشق التماسيح فأنا أقدم مرب لها بأسوان, وما لا يعرفه الكثيرون أن تربية التماسيح مكلفة للغاية, فهي تأكل أغلي أنواع الأسماك واللحوم, كما أنها بحاجة لعناية خاصة طوال أشهر الصيف, حيث يكثر أكلها ونشاطها, بينما تبدأ خلال شهر ديسمبر إلي فبراير في البيات الشتوي فلا تأكل نهائياً « وعن صيد التماسيح يقول الحاج أحمد: «اصطياد التماسيح لا يوجد أسهل منه إذا كان الهدف تربيتها, فأنثي التمساح تقوم بوضع بيضها علي الشاطئ, وبعد مدة معينة يفقس البيض, حينها نأخذ التمساح وهو صغير، ثم نقوم بتربيته معنا حتي يتأقلم علي المكان, فنضعه في قفص زجاجي ونقطع له كميات من السمك بشكل صغير جداً حتي يكبر تدريجياً فكلما أكل أكثر زاد حجمه». وأوضح الحاج أحمد أنه لا يتاجر بالتماسيح، بل هو هاوٍ لتربيتها, كما أنها كانت مصدر رزقه لزمن طويل بسبب أقبال الأجانب عليها, مشيراً إلي أنهم يقدرون كم أن تربيتها مكلفة فيقومون بترك نقود بعد أن يشاهدوها ويصوروها, وأوضح أن أغلب الصيادين يكونون تجارا فيقومون باصطياد التماسيح وهي كبيرة لمجرد التجارة والتحنيط وجني الأموال من بيعها. كان الحاج أحمد يمتلك 4 تماسيح بقي منها اثنان أحدهما يبلغ من العمر 18 عاماً, وهو أضخم تمساح بأسوان بأكملها, بينما باع الثالث لمجموعة أجانب صمموا علي شرائه وهو صغير, ومات الرابع فقام بتحنيطه والاحتفاظ به بوسط المنزل كذكري. ويؤكد الحاج أحمد أن التماسيح بريئة من تهمة أكل لحوم البشر, مشيراً إلي أنه لم يجد طوال حياته مشاكل مع التماسيح فلم تسبب له مشكلة مع أي زائر, كما أوضح أنها إذا عوملت بشكل جيد أصبحت مطيعة جدا, موضحا أن أبناءه وأحفاده سيتوارثون هذه المهنة، حيث إن التماسيح تعيش لأكثر من قرن من الزمن. وعن ذكرياته مع التماسيح يقول لنا: «كان الفنان القدير أحمد شوقي يصور أحد أفلامه هنا بأسوان وقام فريق العمل بجلب أحد التماسيح لتصويره, وقاموا بربطه بسلاسل كبيرة, إلا أنهم فشلوا في السيطرة عليه وسريعا ما حرر نفسه, وعندها لم يكن السد العالي قد بني, فتوجه التمساح مباشرة لمياه النيل ومنها للسودان» .