رغم أن الرئيس السيسي كرر أكثر من مرة رفضه تأسيس حزب سياسي.. إلا أن هناك من لا يزالون يطالبون بأن يكون لرئيس الجمهورية حزب، كما لو كانوا يريدون أن يكون هذا الحزب بديلا للشعب بأسره.. وتري بعض الأحزاب أن علي الرئيس أن ينضم لحزب من الاحزاب القائمة في الساحة أو يؤسس حزبا جديدا. وقرأنا تصريحا لمسئول حزبي يعلن فيه رفضه لامتناع الرئيس عن تشكيل حزب سياسي قائلا إن ذلك سيجعل الرئيس بعيدا عن الشعب!! وقال رئيس لأحد الاحزاب أن هناك فارقا بين أن يكون هناك حزب للنظام وأن يكون هناك حزب للرئيس !! ولم يتطوع صاحبنا بتقديم شرح أو تفسير لهذا الفارق! وكتب محلل استراتيجي وقور قائلا إن بناء الظهير السياسي والحزبي للرئيس سيكون ملحا وضروريا عند وقوع أزمة سياسية قد تدفع إلي حل البرلمان القادم.. وعندها سنكون جميعا أمام الحاجة لتشكيل «حزب للقائد» يحمي مشروعه. والغريب أن البعض في بلادنا يقول إنه إذا لم يؤسس الرئيس حزبا.. فإنه سيكرر تجربة الأنظمة السابقة «!» مع أن العكس صحيح، وهو أن تأسيس «حزب الرئيس » يعني تكرار تجربة الأنظمة السابقة. والحقيقة أن تأسيس حزب للرئيس إنما يعني إلغاء التعددية وعودة نظام الحزب الواحد والرأي الواحد والفكر الواحد، بل يعني تحويل بقية الأحزاب إلي مجرد ديكور للزينة، وأن تصبح جميع أجهزة السلطة في خدمة حزب الرئيس. ومعلوم أنه في حالة وجود حزب للرئيس ، فإن كل أصحاب المصالح الخاصة وطلاب المنافع والمتسلقين والانتهازيين والمنافقين سوف يهرولون للانضمام إلي هذا الحزب باعتباره الطريق المضمون إلي أعلي المراتب والمناصب.. وسوف يتحول ما ورد في الدستور الجديد حول تداول السلطة إلي حبر علي ورق، وخاصة أن كل أجهزة الدولة سوف تسخر نفسها لمجاملة حز ب الرئيس والانحياز له في المعارك الانتخابية. وتجيء الدعوة لتأسيس «حزب الرئيس» وسط أقاويل كثيرة حول ضعف الأحزاب القائمة واتهامها بأنها أحزاب ورقية وكرتونية.. ولا وجود لها في الشارع. والغريب أن الذين يرددون هذا الكلام.. هم أنفسهم لا علاقة لهم بالشارع، ولم يعرف عنهم، يوما، أنهم قادة جماهيريون يحق لهم التحدث باسم هذا الشارع، وهناك من يتحدث عن أنانية الأحزاب وفقدانها أسس التحالف الانتخابي والبرلماني. وكان الأجدر بهؤلاء الدعوة إلي التجاوب مع دعوة الرئيس إلي وحدة الصف الوطني والتوحد في قائمة يتفق عليها الجميع لكي يبرهنوا علي أنهم في مستوي التحديات التي تواجه مصر والحروب التي تتعرض لها من جانب قوي دولية وإقليمية معادية. والواضح أن الرئيس يؤمن بالتعددية الحزبية ويلتزم بمواد الدستور ويحرص علي الديمقراطية. ولا يرجع رفضه أن يؤسس حزبا إلي مجرد لتجنب حدوث انقسام أو استقطاب في مرحلة حرجة تتطلب تكاتف الجميع والاصطفاف من أجل تحقيق مصلحة الوطن.). ولكن.. لأنه يعي دروس التاريخ وأكثر إدراكا لمتطلبات النهوض والتقدم والتحديث وأكثراحتراما لشعارات و أهداف ثورتي 25 يناير و 30 يونيو. كلمة السر : ظهير فكري وليس ظهيراً حزبياً.