عاجل- البنك المركزي يقرر مد ساعات العمل ببعض فروع البنوك حتى الخامسة مساءً لخدمة المواطنين    حماس: الاحتلال فشل في كسر إرادة غزة بعد مرور 640 يومًا من الحرب    الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان مناطق في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة    "الأهلي قلب وشه".. تطورات رحيل وسام أبو علي عن الأحمر    "أسوان بلا إدمان".. إجراء تحليل مخدرات ل128 سائقًا وموظفًا    «ذات ال14 ضريحًا».. الآثار تفتتح قبة سيدي يحي الشبيه صباح اليوم    الجبهة الوطنية: نؤكد أهمية خروج الانتخابات بصورة تليق بالدولة المصرية    مواجهات نارية في إفتتاح دوري المحترفين    الرئيس السيسي يلتقي المدير العام لهيئة الدولة للطاقة النووية    الأرصاد الجوية تحذر من الرطوبة المرتفعة: تقارب ال90% بالقاهرة    فيضانات تكساس.. تبادل الاتهامات بين المسؤولين بعد تجاهل التحذيرات    فيلم "أحمد وأحمد" يواصل تصدره شباك تذاكر السينمات    «هتضحك معاهم من قلبك».. 4 أبراج يُعرف أصحابها بخفة الدم    تفاصيل برنامج ندوات المهرجان القومي للمسرح المصري في دورته ال 18    جارديان البريطانية : التهجير القسري للفلسطينين لمخيم فى رفح جريمة ضد الإنسانية    المصرية للاتصالات تنعي شهداء الواجب في حادث حريق سنترال رمسيس    الأورومتوسطي: إسرائيل تعامل سكان غزة كمحتجزين بمعسكر اعتقال جماعي    «النواب» يقبل استقالة النائبة أميرة صابر استعدادًا لترشحها لانتخابات مجلس الشيوخ    وزارة الطيران: إقلاع جميع الرحلات التى تأثرت بأعطال الاتصالات والإنترنت    ريبيرو يرفض رحيل رباعي الأهلي في الميركاتو الصيفي    رسميًا.. صفقة الأهلي "الحملاوي" ينضم إلى كرايوفا الروماني    وزير البترول: تنفيذ مشروعات مسح جوي وسيزمي لتحديد الإمكانات التعدينية فى مصر    تراجع أسعار النفط مع تقييم المستثمرين تطورات الرسوم الأمريكية    تعطل منصة البرلمان يمنع النواب من تقديم طلبات الإحاطة إلكترونيا    «الداخلية» تكشف ملابسات تضرر أحد الأشخاص من قائد سيارة «ربع نقل» بالقاهرة    طلب إحاطة بشأن حريق سنترال رمسيس    مصرع شاب بلدغة ثعبان أثناء عمله في أرض زراعية بالغربية    إزالة 10 حالات تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في أسوان    بالصور.. رئيس جامعة دمياط يفتتح معرض مشروعات تخرج طلاب كلية الفنون التطبيقية    جبالي في نهاية دور الانعقاد الخامس: المجلس حمل أمانة التشريع والرقابة ويشكر المحررين البرلمانيين    ضبط أدوية مغشوشة داخل منشآت صحية بالمنوفية    شاهد أعمال الفنانة الدنماركية ليزا بعد اتهام مها الصغير بسرقة لوحاتها    فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز يتخطى ال131 مليون جنيه فى السينمات    وزير الإسكان يتفقد المنطقة الاستثمارية ومشروع الأرينا بحدائق "تلال الفسطاط"    اغتاله الموساد.. تعرف على أعمال غسان كنفانى أحد رموز الصمود الفلسطينى    ندوة بالجامع الأزهر تُبرز أثر المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار في ترسيخ الوَحدة    رئيس الرعاية الصحية: تطوير المنشآت الطبية بأسوان وربط إلكتروني فوري للطوارئ    وكيل وزارة الصحة يتابع انتظام العمل بوحدات إدارة إسنا الصحية.. صور    طوارئ بمديرية الصحة في سوهاج لمتابعة تداعيات حادث حريق سنترال رمسيس    استمرار تلقي طلبات الترشيح في انتخابات مجلس الشيوخ بشمال سيناء    وزيرة البيئة تبحث مع السفير البريطاني بالقاهرة التعاون في مجال النمو الأخضر    الكشف عن سبب غياب "شريف والمهدي سليمان" عن تدريب الزمالك الأول    ننشر صورتي ضحيتي غرق سيارة سقطت من معدية نهر النيل بقنا    استشهاد 13 فلسطينيا فى قصف إسرائيلى استهدف منازل ومراكز إيواء فى غزة    طريقة عمل الكشري المصري بمذاق لا يقاوم    وزيرة التنمية المحلية تتابع عمليات إخماد حريق سنترال رمسيس    التقديم الإلكتروني للصف الأول الثانوي 2025.. رابط مباشر وخطوات التسجيل والمستندات المطلوبة    حريق سنترال رمسيس.. وزير التموين: انتظام صرف الخبز المدعم في المحافظات بصورة طبيعية وبكفاءة تامة    معلق مباراة تشيلسي وفلومينينسي في نصف نهائي كأس العالم للأندية    رغم غيابه عن الجنازة، وعد كريستيانو رونالدو لزوجة ديوجو جوتا    هشام يكن: جون إدوارد و عبد الناصر محمد مش هينجحوا مع الزمالك    رسميا بعد الزيادة الجديدة.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 8 يوليو 2025    نتنياهو: إيران كانت تدير سوريا والآن هناك فرصة لتحقيق الاستقرار والسلام    أهم طرق علاج دوالي الساقين في المنزل    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : الفساد صناعة ?!    (( أصل السياسة))… بقلم : د / عمر عبد الجواد عبد العزيز    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : حالة شكر.""؟!    نشرة التوك شو| الحكومة تعلق على نظام البكالوريا وخبير يكشف أسباب الأمطار المفاجئة صيفًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
اغتيال .. مجلة !
نشر في أخبار اليوم يوم 12 - 01 - 2015


نحن أمام حدث مهول.. تتسابق برامج
«التوك شو» لنقل تفاصيله بكل أدوات الاثارة!
في جميع دول العالم، كما في مصر.. برامج يقال لها «توك.. شو» تسهر الشعوب امام شاشاتها.. حتي قطع الإرسال لرفع الاذان لصلاة الفجر.. وتعتمد كل شاشة علي الاثارة.. والتنافس علي تحويل الحبة الي قبة والقطة الفرنسية الي اسد بوكوحرامي مستورد من نيجيريا.. لجذب الاعلانات. وتوفير حاجة كل شاشة الي الدولارات التي تغطي النفقات.. وتلعب كل شاشة دور الغازية التي ترقص لكل واحد شوية.. والفقي لما يسعد تجيله ختمتين في ليلة.. مع تطعيم المواقف باغنية لاحفاد المطربة الشهيرة بطاطا.. التي يقال لها في كتب التراث فاطمة رشدي.
الآن نحن أمام حدث مهول.. تتسابق برامج ال«توك شو» علي نقل تفاصيله.. بكل أدوات الاثارة هذه الايام.. وهو المذبحة التي وقعت في مجلة الكاريكاتير الفرنسية الشهيره «شارلي إبدو» ولم تسفر فقط عن مصرع كبار رسامي الكاريكاتير.. هناك. وانما رئيس التحرير ايضا علاوة علي انه حدث يضم كل عناصر الاثارة.. وهي الله سبحانه وتعالي.. والسر.. والجنس.. والحاكم.. وهي التي يلخصها اساتذة الاعلام في سؤال واحد هو:
يا إلهي.. لقد حملت الملكة.. فمن الذي فعلها؟
نحن اذن امام حدث.. يحمل كل عناصر الاثارة. ويلقي الضوء علي ما يجري فوق البسيطة.. ابتداء من الحرب التي تشنها جماعة داعش الارهابية.. وقادتها من ارباب اللحي الكثيفة.. والجلاليب التي تضيق عند المؤخرة.. وحتي جماعة الإخوان الارهابية في مصر مرورا بجماعة بوكو حرام في نيجيريا.. وحماس في فلسطين... الخ الي ان نصل الي الفتاوي التي تبيح التحرش بالنساء.. وزواج المسنين بالفتيات في سن الطفولة.. الي آخر هذه الفتاوي المنعشة!
ولذلك كان من الطبيعي.. ووفقا للقواعد المهنية وحدها ان يكون الاعتداء علي مجلة شارلي ابدو في قلب باريس.. بايدي جماعة ترفع شعار الله أكبر.. هو الموضوع الذي يشغل بال العالم.. وبكل اللغات.. في ليلة واحدة.
ثلثا البشرية.. تابعوا الحدث في توقيت واحد.. باعتباره الأكثر اثارة.. والاكثر تعبيرا عن أهم مشاكل العالم هذه الايام. وبكل اللغات. رغم اختلاف المعتقدات وتباين الثقافات والاذواق.
وبلغت الاثارة ذروتها.. عندما اطلت علي شاشات التلفاز صورة الرئيس الامريكي اوباما.. وهو يقدم العزاء.. لأسر الضحايا.. وللحكومة الفرنسية.. وبدا المشهد كالقاتل الذي يسير في جنازة القتيل.. للعارفين بحل الرموز.. وفك الطلاسم.
ولذلك فإن حادث مجلة الكاريكاتير الفرنسية الشهيرة.. جاء اشبه بحلقة في مسلسل لرواية بوليسية مشحونة بكل عناصر الإثارة. جلست شعوب العالم تتابعها علي نحو متابعتنا لمسلسلات رمضان.. أو افلام الرعب التي تحظي بالجماهيرية الكاسحة.
كانت الحلقة البوليسية التي استهدفت المجلة الفرنسية.. مشحونة بكل تفاصيل الاثارة التي لا يمكن ان تتوافر لحلقة واحدة من حلقات المسلسلات البوليسية التي تعتمد علي الخيال.. ولا يمكن ان تخطر ببال مؤلف واحد.. ان يحشر كل هذه الاحداث ويكدسها في حلقة واحدة علاوة علي ان الحلقة الساخنة تضمنت العديد من المشاهد في اكثر من موقع في آن واحد.
فالحلقة الساخنة بدأت باحتجاز رهائن داخل المجلة.. واقتحام متجر شرق العاصمة باريس يبيع المواد الغذائية التي يتناولها اليهود واحتجاز ستة اشخاص بداخله. ثم تبادل اطلاق النار داخل المتجر.. ادي الي اصابة شرطية.. في عز الشباب.
وفي هذه الاثناء قامت المروحيات باخلاء مدارس البلدة من التلاميذ تحسبا لاحتجازهم واتخاذهم رهائن.
وكلها مشاهد لم يتم تصويرها.. علي حلقات.. وانما جري عرضها في ليلة واحدة.. وسط نشرات الاخبار التي تنقل انباء المظاهرات التي تجتاح العديد من الدول الاوروبية وفي مقدمتها المانيا.. تطالب باخلاء اوروبا من المسلمين.. وتدعو لاغلاق المساجد التي تبث بين البسطاء افكار التكفير.. والتحذير من مغبة الذوبان في مجتمعات الكفار.. او التشبه بالكفار في عاداتهم وتقاليدهم.
ولم تتوقف حلقة المسلسل عند الاحداث الدامية التي سالت فيها الدماء في اكثر من موقع. وانما تجاوزتها الي ردود فعل الملايين من ابناء الجاليات الاسلامية في المظاهرات الحاشدة التي تحمل شعار اسلامكم ليس اسلامنا.. في تعبير صادق عن رفض الاسلام لارتكاب جرائم القتل والغدر وسفك الدماء.
وكانت الصور التي نقلتها اجهزة التلفزة لانحاء العالم،هي تسجيل دقيق لواقع الحال المعاصر الذي نعيشه وكانت اشبه بالاعمال الفنية الدرامية والسينمائية التي اعتادت تسجيل القضايا الكبري التي تعيشها الامم والشعوب كي تبقي في ذاكرة الاجيال القادمة.. تستعيدها.. وتستفيد من دروسها.
إن كل صورة شاهدناها في برامج التوك شو خلال الساعات الاخيرة هي تسجيل أمين لممارسات الجماعات الارهابية التي خرجت تمارس كل ألوان الغش والخداع والتزوير والقتل باسم الاسلام.
واذا كانت القاعدة التي سار العرف عليها طوال القرن الماضي.. تقوم علي انتاج افلام وأعمال درامية تسجل الاحداث الكبري ويلعب دور البطولة فيها نجوم التمثيل والاداء المسرحي.. فإننا الان نعيش مرحلة جديدة. يجري فيها تسجيل الاحداث علي الهواء مباشرة.. بصور حية بابطالها الحقيقيين.. وتظهر معها صور الاعداء بملامحهم ولحمهم ودمهم.. بلا رتوش ولا مكياج وتحمل في طياتها كل عناصر الاثارة.. لسبب بسيط هو ان هذه الصور لا تكذب.. ولا يمكن تزويرها باساليب الخداع والاحتيال.
ويبدو لي.. ان زمن انتاج الافلام التسجيلية علي النمط القديم انتهي. واصبحنا علي أبواب عصر جديد.. سنري فيه الاحداث التاريخية علي الهواء مباشرة.. بأبطالها الحقيقيين. بلا تمثيل، ولا اخراج.. وبلا تحليق جامح في عالم الخيال من باب الابداع.
ويبقي السؤال عن توقيت اغتيال مجلة الكاريكاتير.. بعد ما يقرب من ثماني سنوات علي نشر الرسوم التي اعتبرتها الجماعة الارهابية مسيئة للرسول عليه الصلاة والسلام.
هل من المعقول ان يتم الثأر لجريمة بعد ارتكابها بثماني سنوات.. ام ان السبب هو أن المجلة السافرة تدفع القراء للضحك والقهقهة.. وهي في نظر بعض الفتاوي حرام.. لان الضحك يميت القلب. ويذهب الهيبة.. ويسبب الغفلة ؟.
فلسفة الضحك
الأحد :
تتفاوت آراء الفقهاء والمذاهب في قضية الضحك وهل هو حلال.. أم حرام؟
البعض يري انه مذموم مكروه.. ينبغي الابتعاد عنه والحذر من الوقوع فيه والسقوط في شراكة لانه يميت القلب ويذهب الهيبة.. ويسبب الغفلة. وينشئ اصحاب هذا المذهب الابناء علي تعود الاستعاذة بالله من شر الضحك كلما وجدوا انفسهم ضاحكين مغرقين في السرور والابتهاج لان الضحك عاقبته وخيمة وهو سفاهة وحماقه. وفقا للقول المأثور «ضحكنا وكان الضحك منا سفاهه.. وحق لسكان البسيطة ان يبكوا».. وكلما وجد البعض نفسه ضاحكا من فرط السعادة.. قال في تلقائية تراثية.. اللهم اجعله خير.
وانصار هذا المذهب الذي يبحث عن النكد.. تراهم في كل مكان.. وذاع بين الناس في السنوات الاخيرة.. وبدت علي كل الوجوه تكشيرة ارتسمت علي كل الوجوه عمقتها الفتاوي الجامحة التي تحض علي الكراهية.. ورفض احتفال الاخرين باعيادهم.. أو تبادل التهاني معهم ومشاركتهم الفرحة.
المهم الا يبدو الانسان.. سعيدا ضاحكا.. فما بالك اذا كان يعمل رساما في مجلة ساخرة.. تثير الضحك. ويحصل علي مرتبه من اجل نشر الابتسام.. والضحك. وربما القهقهة؟
انه يستحق في نظر اعضاء حزب التكشيرة. ان يقتل قبل ان يستفحل عدد الذين يضحكون.
العجيب في الموضوع.. ان الادب العربي.. مشحون بالعبارات التي تشيد بالضحك.. بالاضافة الي الاقوال والامثلة الشعبية.. وتعتبر الضحك رمزا للخير والجمال والمحبة.. ويقال علي سبيل المثال :
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحسن حتي كاد أن يتكلما
ويقال ضحك الصباح.. أو ضحك الفجر. أو ضحكت له الدنيا أو ابتسم له الحظ.
هذا التناقض في موقف الثقافة العربية.. والناجم عن تناقض الفتاوي التي يأتي بها بعض ارباب العمائم الصغيرة.. ادي الي تضارب المواقف تجاه الضحك.. وأدي إلي اطلاق قنابل العداء والكراهية لكل الاعمال الابداعية.. ولكل اطياف المبدعين.
بيد ان بعض الفتاوي التي تجرم الضحك. تثير في القلوب ما يضحكني ويضحكك.. مثل فتوي الشيخ محمد صالح المنجد.. التي تدعو الدول الاسلامية لوقف برامج الاطفال التي تعرض مسلسلات ميكي ماوس.. وقال فضيلته ان الرسوم المتحركة التي يتابعها الاطفال قد غيرت نظرة الاطفال للفئران.. حيث اصبح الفأر من الحيوانات المحببة الي النفس.. ومن الشخصيات المحبوبة لدي الاطفال.. رغم ان الشريعة الاسلامية ترفضها.
لماذا يا مولانا؟
يقول الشيخ المنجد ان الفئران من جنود ابليس.. ويسيرها الشيطان.. وان الاسلام اطلق علي الفأر اسم «فويسقة» من الفسق واجاز قتلها في اي وقت لانها نجسة.. وكائنات ممقوتة.
الطريف في الموضوع انه لم يخطر ببال الخبراء ان يكون السبب وراء مذبحة مجلة شارلي ابدو الفرنسية.. ان تكون قد نشرت صورة فأر في اعدادها الاخيرة. أو أن تكون رسوم الكاريكاتير التي تنشرها تثير كوامن السعادة. وتطلق الضحكات.. في نفوس القراء.. وبالتالي فليس امامنا. سوي توجيه همسة للقارئ بانه اذا وجد ما يضحكه هذه الايام.. فليفعل ذلك.. سرا.. ومن وراء الستار.
معركة اليونسكو !
الإثنين :
ثروات الأمم.. لا تقاس فقط.. بثرواتها المادية ومواردها الطبيعية.. وانما تقاس ايضا بثرواتها من المفكرين والمبدعين والشعراء والعلماء والاطباء والصحفيين.. واهل الخدمة العامة الذين كرسوا حياتهم للدفاع عن قضايا الوطن. وتحولوا بمرور الوقت الي نجوم ارتبطت اسماء كل منهم بقضية ما.. واصبحوا يشكلون القوة الناعمة للاوطان.
هذه القوة الناعمة.. لا تتغير بتغير النظم السياسية لسبب بسيط هو ان القوي الناعمة لأي دولة.. لا تتشكل بين يوم وليلة.. وانما هي حصاد سنوات في العمل التطوعي. تدعمه المواهب. ولذلك نلاحظ ان جميع ثورات التحول التي شهدتها الامم الراقية في السنوات الاخيرة.. لم تلجأ للاطاحة بنجوم القوي الناعمة التي لمعت في ظل النظم السابقة والامثلة في دول اوروربا الشرقية لا تقع تحت حصر.
اذكر منها علي سبيل المثال يواخيم جاوك رئيس جمهورية المانيا الان.. والسيدة انجيلا ميركل المستشارة لدولة المانيا الموحدة.. ومئات الامثلة التي ازداد تألقها بعد اندلاع ثورات التحول الكبري.
الان نحن امام حالة ثورية مجيدة.. جاءت لاحداث تغيير في السياسات. وليس في القضاء علي رموز قوانا الناعمة. وشن الحرب علي ثروات بشرية تراكمت عبر سنوات طويلة في الخدمة العامة.
فمن اللافت للانتباه.، ويدعو لدق اجراس التحذير ان تصدر بعض الاصوات التي تدعو لربط النخبة في بلدنا بممارسات سلبية للنظام السياسي الاسبق في الوقت الذي لم يعد سرا ان هذه النخبة لم تكن صانعة للسياسات في تلك المرحلة.. أسوق هذا الكلام ونحن علي أبواب انتخاب امين عام جديد لمنظمة اليونسكو.. تتنافس فيه العديد من الدول. بترشيح شخصيات.. لها سمعتها الدولية وخبراتها في مجال العمل العام.. علي المستوي الدولي.. وكان أول امين عام لليونسكو.. هو الدكتور محمد عوض محمد.. ويعد أول مؤسس لهذه المنظمة الدولية.
الان.. يجري ترشيح الدكتورة مشيرة خطاب.. الدبلوماسية اللامعة. صاحبة الخبرة الطويلة في المجال الدبلوماسي.. والتي شغلت منصب السفيرة في جنوب افريقيا.. كما شغلت منصب الامين العام للمجلس القومي للامومة والطفولة.. وكانت في مقدمة الذين ألقوا الاضواء الكاشفة علي قضية اطفال الشوارع.. وغيرها من القضايا التي تناولت العديد من مشاكل المرأة والاسرة.
ويكتسب ترشيح مشيرة خطاب في الظروف التي نمر بها اهمية خاصة.. لتصحيح الصورة الذهنية الشائعة عن الاسلام.. والتي كرستها الممارسات السلبية تجاه المرأة.. وأججتها مذبحة مجلة شارلي ابدو الفرنسية وصاحبتها الحملات والمظاهرات التي تشن الحرب ضد تطرف الجماعات الارهابية التي ترفع الشعارات الاسلامية.
ولذلك فان ترشيح سيدة مصرية تحظي بثقة المجتمع الدولي.. يأتي في الوقت المناسب.. لوضع السيدة المناسبة في المكان الذي يليق بالوطن العظيم الذي ننتمي اليه
أحمد ومصطفي
الثلاثاء :
في اللحظة التي نودع فيها عام 2014 بكل افراحه واتراحه نتذكر انه العام الذي فقد فيه بيت الحبايب اثنين من ألمع نجومه.. وهما الثنائي احمد رجب ومصطفي حسين!
كان الثنائي احمد رجب ومصطفي حسين. هما من اهم ملامح مدرسة مصطفي وعلي امين.. تلك المدرسة الصحفية الرائدة.. الخالدة التي حافظت علي شخصيتها الفريدة.. رغم التقلبات والضربات فوق الحزام وتحت الحزام.
وانفردت هذه المدرسة بخصوصية متميزة لم تعرفها المدارس الصحفية الاخري في مصر.. وهي المحافظة علي تقاليد وحرفية والروابط الانسانية التي تجمع ابناء هذه المدرسة.. وظلت رغم التقلبات تحتفظ بشكلها.. وتوضيبها.. وطريقة تناولها للاخبار والتحقيقات الصحفية.. واستخدامها للصورة.. وتعليقها علي الاحداث.. في الوقت الذي تلاشت فيه المدارس الصحفية الاخري.. واختلط فيها الحابل بالنابل.. وسادتها العديد من اوجه التشابه.. وذابت المدارس الصحفية.. واختفت وانتقلت الي كتب التاريخ.
ومع كل الضربات التي وجهت لمدرسة أخبار اليوم طوال اكثر من نصف قرن.. فقد ظلت تحتفظ بالشكل والمضمون وتحتفظ بنجوم هذه المدرسة.. الي ان يتدخل القدر وينتقل هؤلاء النجوم الي رحمة الله.
وعندما تتأمل الصحيفة التي بين يديك الان.. تجد ان نجوم بيت الحبايب لا يموتون.. لانهم يعيشون في كل صفحة من الصفحات.. وفي كل زاوية.. وكل ركن من بيت الحبايب..وعندما تتأمل الكاريكاتير الذي ينشره الزميل الاستاذ ياسر رزق.. للفنان الراحل مصطفي حسين كل يوم تشعر بان مصطفي حسين لم يمت.. وانه يعيش بيننا ويواجه المواقف التي نعرفها ونعيشها في اللحظة التي ينشر فيها الكاريكاتير.
انظر الي الصورة التي رسمها مصطفي حسين بمناسبة تبادل التهاني بالسنة الجديدة.. ستجد نفسك امام سبق صحفي.. بعث به مصطفي حسين من السماء بالفاكس.
هي صورة بائع لكروت التهاني.. تسأله زبونة مفرطة في الجمال والملابس العصرية:
عندك كروت مكتوب عليها الي حبي الوحيد؟
ويجيبها البائع بكلمة واحدة هي : نعم
فترد عليه صاحبة الجمال والدلال.. بكل صدق :
طب هاتلي 14 كارت
لقطة جميلة.. بريشة صادقة.. تواكب الحدث.. وتواكب الزمن.. وتؤكد ان مصطفي بعث بها من السماء.. بالفاكس وانه لا يزال يعيش بيننا.. ويتابع.. احوالنا لنذكره بكل الخير.. وكل الحب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.