في يوم وليلة تحولت حياة بو مدين لأشهر وأهم امرأة يتحدث عنها العالم بعد أن اصبحت أخطر أمرأة في فرنسا بوصفها المتهمة الوحيدة الباقية علي قيد الحياة من الخلية الارهابية التي نفذت هجمات المجلة الفرنسية شارلي ايبدو وقتل شرطية فرنسية بعدها بيوم في حادث احتجاز رهائن في مطعم في مدينة مونروج بجنوب فرنسا، نفذه زوجها أحمدي كوليبالي الذي أعلن عن انتمائه لتنظيم الدولة الإسلامية قبل مقتله بساعات مؤكدا أنه نسق هجماته مع الأخوين كواشي، انتقاما من الاعتداءات الفرنسية علي المسلمين في داخل البلاد وخارجها. وفي الوقت الذي تلاحق فيه فرنسا حياة تضاربت الانباء الواردة حول تواجدها في فرنسا اثناء الحادثين حيث أوضحت كاميرات المراقبة في مطار مدريد الإسباني في 2 يناير الجاري ظهورها وهي تستعد لركوب طائرة متجهة إلي إسطنبول بتركيا التي كانت ستعود منها إلي مدريد في 9 يناير لكنها لم تفعل وعبرت الحدود التركية متجهة لسوريا. ولدت حياة بومدين عام 1988 وتوفيت والدتها عام 1994، ووضعت مع إخوانها في دار لرعاية الأطفال بعد أن عجز والدها الذي يعمل سائق ديلفري في توفير احتياجات أطفاله الثمانية. وعملت امينة صندوق في احد المتاجر. وكانت نقطة التحول في حياتها عندما التقت بزوجها كوليبالي الذي كان مسجونا من قبل بتهم السرقة والاتجار في المخدرات وتزوجته عام2009 وسافرت معه إلي ماليزيا والدومنيكان. وتقول صحيفة ديلي ميرور البريطانية ان حياة ظلت فتاة عادية بعد زواجها من كوليبالي،فكانت ترتدي المايوه البكيني ونشرت الصحيفة صورة لها بهذا المايوه، قبل ان تلتزم وترتدي النقاب. وقد لفتت "حياة" انتباه اجهزة الامن الفرنسية عام 2010 بعد زيارتها مع زوجها لصديقه جمال بغال الذي تعرف عليه عندما كان سجينا والذي تربطه علاقات بتنظيم القاعدة في باكستان والذي سجن في فرنسا بتهمة التخطيط لشن هجوم ارهابي علي السفارة الأمريكية وبعد سجنه في فرنسا أطلق سراحه ووضع تحت الإقامة الجبرية. وأشارت أجهزة الأمن الفرنسية ان جمال بغال استقطب ايضا شريف كواشي (أحد من قاموا بتنفيذ الهجوم علي شارلي ايبدو)واصبح صديقا حميما لكوليبالي منذ ذلك الوقت وهي الرحلة المشبوهة التي تبني عليها اجهزة الامن العلاقة بين مرتكبي الحادث الأخير حيث تؤكد أن بغال أقام معسكرا للتدريب في منطقة جبلية وسط فرنسا، وهي المنطقة التي استقبل فيها كل من أميدي(المشارك الاخر في الهجوم علي المجلة) وحياة. ونشرت صحيفة لوموند الفرنسية مجموعة صور لتلك الرحلة التي ظهرت فيها حياة وهي ترتدي النقاب وتشير بالسهم للكاميرا. وعزز العلاقة بين المتشددين الثلاثة500 مكالمة أخري رصدها الامن الفرنسي بين حياة بومدين وزوجة كواشي العام الماضي. وقد أدين الاصدقاء الثلاثة عام 2010 بتهمة تدبير خطة لتهريب أحد أعضاء "الجماعة الإسلامية الجزائرية المسلحة"( جيا) ويدعي سمين آيت علي بلقاسم، المحكوم عليه بالمؤبد بأحد السجون الفرنسية بتهمة التخطيط لتفجيرات باريس عام 1995 وسجن كوليبالي أربع سنوات واطلق سراحه في مايو الماضي بينما كانت زوجته حياة في انتظاره حيث سكن الزوجان ولم يلاحظ عليهما الجيران أي شيء. ومع ضعف احتمال اعتقال حياة بو مدين المتهمة الوحيدة في الحادث بعد هروبها لسوريا وبعد عرض موجز للمعلومات التي نشرتها الصحف الفرنسية والعالمية عن حياة وزوجها تظل هناك علامة تعجب كبيرة عن حقيقة موقف الأمن الفرنسي وتركه لأحد المتشددين الواقع تحت المراقبة لاستقطاب وتدريب ارهابيين منذ سنوات في معسكر تدريب علي أراضيها دون إتخاذ أي اجراء؟