اعتاد البابا كيرلس السادس (1959 – 1971) البطريرك 116 في الأعياد الكنسية أن يبعث لجميع الكنائس بمصر والمهجر برسالة بابوية لتُتلي في جميع الكنائس في أثناء الأحتفال بليلة العيد من أجل وحدانية التعليم ومن أجل أن يستمع الشعب لرسالة الأب البطريرك العظيم. وبمناسبة احتفالنا بعيد الميلاد المجيد اخترت مقتطفا من الرسالة البابوية التي صدرت عام 1969 والتي تناسب ظروفنا الحالية التي فيها يجتاح تيار الإلحاد البغيض دول العالم شرقاً وغرباً. فقال: (أيها الأحباء.. في مناسبة ميلاد الطفل العظيم يسوع المسيح.. مولود بيت لحم.. الذي قدّس الطفولة، وشرّف الحداثة، وأنار الشبيبة، ننبه ونُحذر من هذا التيار الذي يندفع فيه الشباب – في بعض البلدان المتطورة – من تغليب المادة علي التقدير الروحي، وعبادة العقل الجاف، واستنقاص الوجدان الديني، فنكون قد هيأنا جيلاً يخضع للعقل وحده، ولا يؤمن بالقيم الروحية، ويملك القدرة علي الفهم والادراك ولا يقوي علي بلوغ مراتب الحكمة التي تهدي إلي التمييز بين الخير والشر.. ويساورني اليوم الخوف من أن نصنع أجيالاً، لها عقول متحررة، ولكن ليست لها قلوب مستنيرة.. ولهذا يجب أن نعني بتسليح أطفالنا وشبابنا بالدين.. لأن الدين هو العاصم لهم من الانزلاق في الترهات الغاشمة وهو يركز في المجتمعات مبادئ العدالة والتناصر والإيثار. ويحض الناس علي إقامة معاملاتهم لوطنهم ومواطنيهم والبشرية جمعاء علي قواعد التضحية والرحمة والتعاون.. والدين فوق هذا كله طهارة ونقاوة للإنسان من كل زيغ وغاوٍ وإفراط.