كل هذا مجتمعا أدي إلي ضرورة تعديل الدور الأمريكي من لاعب رئيسي في الشأن الخليجي إلي لاعب احتياطي.. وأصبح الدور الرئيسي في منطقة باب المندب وخليج عدنوالبحر الأحمر . يعكس الاتفاق الذي تم توقيعه مؤخرا بين المملكة المتحدة البريطانية والبحرين لإقامة قاعدة عسكرية بريطانية علي الاراضي البحرينية مدي القلق والتوتر الذي يسيطر علي دول الخليج بصفة عامة والبحرين بصفة خاصة من النفوذ والتغلغل الايراني في الشأن الخليجي والأطماع التوسعية والمذهبية الايرانية في دول الخليج والتي لا يوجد سقف لها والتي اصبحت بلا حدود.. فالتدخل الايراني لا يقتصر في دول الخليج علي الاطماع التوسعية باحتلال مساحات جديدة من هذه الدول كما حدث باحتلال الجزر الاماراتية الثلاث.. أبو موسي.. وطنب الصغري وطنب الكبري.. بل ان التدخل الايراني وصل إلي نشر المذهب الشيعي في معظم الدول العربية وفي مقدمتها الخليجية إعتمادا علي الطوائف الشيعية الموجودة في هذه الدول.. وقد يقول قائل ألا تكفي أكبر قاعدة عسكرية في العالم علي أرض قطر.. وهي قاعدة العيديد فضلا عن قاعدة السيلية لوقف هذا التمدد والتغلغل الايراني في دول الخليج.. والرد علي ذلك أن الاوضاع الاقتصادية المتردية في أمريكا والتحديات الحتمية والجمة التي تواجه الادارة الامريكية والبيت الابيض وفي مقدمتها صراع الحضارات علي الاراضي الامريكية بين السود والبيض والفضائح الأخلاقية التي ترسخت بنشر تقرير التعذيب في معتقل جوانتامو.. فقد يتيح هذا الاتفاق وبالتأكيد الحرية للاسطول الخامس الامريكي الذي يتواجد بصفة مستمرة في الخليج الي التحرك الي منطقة خليج عدنوالبحر الاحمر استعدادا لمواجهة التطورات الايجابية والمتلاحقة والسريعة في العلاقات المصرية الروسية من جانب والعلاقات المصرية الصينية من جانب آخر بعد نجاح زيارة الرئيس السيسي للصين.. من جانب آخر سيكون الفريق عمر البشير لاعبا رئيسيا في السياسة البحرينية الجديدة كما تستمر الدوائر السياسية الكبيرة للاسطول الخامس الامريكي في منطقة البحر الأحمر.. كما انه ايضا يأتي الاتفاق البريطاني البحريني في اطار عدم تمكين الحوثيين والذين تدعمهم ايران من السيطرة علي باب المندب خاصة وان الحوثيين أقرب الي التعاون مع روسيا في حالة نشو حرب في منطقة البحر الاحمر. وكم المستجير من الرمضاء بالنار يأتي هذا الاتفاق حيث إن الدول العربية بصفة عامة والخليجية بصفة خاصة تعلم علم اليقين الموروث الثقافي الاستعماري لبريطانيا والتي كانت يوما ما الامبراطورية العظمي التي لا تغيب عنها الشمس لكثرة مستعمراتها التي كانت تنتشر في القارات الست ولم تتخل بريطانيا يوما ما عن هذه الثقافة.. وما يؤكد ذلك حربها الأخيرة مع الارجنتين للسيطرة علي جزر الفوكلاند. أخيرا اؤكد أن هذا الاتفاق سيعطي التحالف الصهيو أمريكي مرونة كبيرة في التعامل مع المتغيرات التي تجري في منطقة الشرق الأوسط وبصفة خاصة بعد ثورات الربيع العربي حيث يحاول هذا التحالف بكل ما أوتي من قوة تحجيم الدور المصري المتنامي في المنطقة.. إزاء ذلك فأنه لا يوجد امام العرب خاصة مصر ودول الخليج إلا تشكيل قوة ردع عربية استفادة من الامكانيات اللا محدودة التي يملكها الجيش المصري وأنا علي يقين أن الشقيقة المملكة العربية السعودية ستضع هذا الاقتراح موضع التنفيذ لأنه بحكم خبرة المملكة بالشأن الايراني وفي التعامل مع أمريكا.. تعلم علم اليقين ان الصراع الدائر الآن بين إيران وهذا التحالف حول الملف النووي يمكن ان يصل الي تسوية.. وكل الشواهد تؤكد أن هذه التسوية ستكون علي حساب الدول الخليجية بصفة خاصة والعرب بصفة عامة.