قد يقول قائل ان بصيص الأمل والتفاؤل ينبعث من نجاح «نداء تونس» في اكتساح حركة النهضة الإخوانية، فقد يلهم «نداء مصر» لو سار علي نفس الطريق والمنهج أعترف أنني قاومت بصعوبة مشاعر الإحباط التي كادت تنتابني بسبب فشل القوي الوطنية أحزابا وكيانات وشخصيات في التوصل إلي «جبهة» أو «جبهتين» قويتين لخوض المعركة الانتخابية البرلمانية التي تمثل أهمية قصوي في مسيرة مصرنا الغالية وثورتيها المبهرتين، فكلما كنت أقنع نفسي بأن الدكتور كمال الجنزوري برصيده السياسي والوطني الكبير قد اقترب من تشكيل قائمة موحدة، سرعان ما كانت تفاجئني الأنباء الصادمة بتعثر جهوده في لم الشمل، حتي ان «الجبهة المصرية» تنسحب أو تكاد من قائمته، ثم يظهر تحالف الوفد المصري، وأقول لنفسي لعل «الوفد» بتاريخه العريق ورئيسه «الدكتور السيدالبدوي» بحماسه واصراره يمكن ان يشكل فعلا تحالفا قويا في مواجهة المتربصين الذين يعتبرون مجلس النواب القادم فرصتهم الأخيرة للإلتفاف حول ثورة يناير وثورة يونيو، وإجهاض خارطة الطريق تحقيقا لأطماعهم المجمدة، وارضاء للمتواطئين معهم «أصحاب مخطط الشرق الأوسط الجديد»، لكن تحالف الوفد يتهاوي هو الآخر أو يكاد ليتسلل الإحباط الي مشاعري خاصة بعد ان لحقت به تقريبا «قائمة عبدالجليل مصطفي». والمزعج أن ذلك كله يحدث في الوقت الذي تتحرك فيه «قوي سلفية» و«عناصر الإخوان الخفية» في المدن والقري والنجوع حيث تتم الاتفاقات والتربيطات لاقتناص الأغلبية او «الثلث المعطل» في البرلمان القادم. هكذا كاد الإحباط اللعين يتملكني ويخرج لي لسانه، الي أن بدا في الأفق أمل جديد يتمثل في مولد ائتلاف «نداء مصر»، وقد يقول قائل ان بصيص الأمل والتفاؤل ينبعث من نجاح «نداء تونس» في اكتساح حركة النهضة الإخوانية، فقد يلهم «نداء مصر» لو سار علي نفس الطريق والمنهج، بمعني ان يرتفع جميع أعضاء الائتلاف الجديد الي مستوي المسئولية التاريخية فيتخلون عن الاغراض والأهواء الشخصية والحزبية والجماعية خاصة انهم كأحزاب وكيانات شبابية يدركون أسباب فشل الجبهات والائتلافات الأخري، وهذا علي أي حال ما أكده ابرز قيادات «نداء مصر» المهندس «طارق نديم» والشيخ «علي فريج» ممثل «القبائل المصرية العربية» و«طارق زيدان» ممثل الشباب، ولعل هذا الائتلاف يحقق بما يتضمنه من طاقات الشباب، وخبرات الكبار، ما يعيد لي ولغيري التفاؤل في مستقبل مصر البرلماني التشريعي بما يدعم الخطوات الموفقة لقيادة الرئيس السيسي، بل انني أتمني ايضا ان ينطلق هذا الائتلاف في مسيرة البناء والتنمية كما أوضح أول بيان له، ولا يعتبر الانتخابات محطته الاخيرة. «المرزوقي دفع الثمن يارجالة!!» «المنصف المرزوقي» رئيس تونس الذي أطاحت به الانتخابات الرئاسية دفع الثمن غاليا عندما تخلي عن فكره ومبادئه اليسارية المتقدمة ارضاء لحركة النهضة الإخوانية التي اقتنصت أغلبية البرلمان الذي تم انتخابه في أعقاب ثورة الياسمين، وكان من الطبيعي ان يحاسبه الشعب التونسي علي تواطئه مع الجماعة، تري هل يستوعب الدرس أولئك الذين ارتكبوا نفس الخطأ في مصر وارتموا في أحضان الإخوان خاصة بعد ان قفز «مرسي» الي مقعد الرئيس!! حتي ان بعضهم من مستشارين ومثقفين وسياسيين منهم من اطلق لحيته، ومنهم من حرق تاريخه ورصيده الذي كان قد حققه أثناء معارضة نظام مبارك. وبالمناسبة السؤال يمتد الآن الي من تلتقي مواقفهم ومظاهراتهم مع نفس الخط الذي تنتهجه الجماعة التي يرفضونها وثار من ثار منهم ضدها في 30 يونيو، ومن ثم فإنهم وهم الشرفاء قد يدفعون الثمن الذي دفعه في تونس المنصف المرزوقي!! بشبهة التنسيق معها. «كلام كروي جدا» يسعدني كل السعادة ان يحقق حسام حسن وطارق العشري وحمادة صدقي انتصارات رائعة في مواجهاتهم مع المدربين الأجانب في الأهلي وفي الزمالك وسموحة.. لانها انتصار للمدرب الوطني الكفء «بس خلاص»!!