عندما قررت الحكومة منح كل مواطن في الاسرة دعما قدره خمسة عشر جنيها يحصل مقابلها سلعا تموينية لمواجهة ارتفاع الاسعار وجشع تجار القطاع الخاص، استحدثت البطاقة الذكية التموينية للصرف بها، كذلك الحصول علي الخبز البلدي.. وفي مقابل ما يوفره من رصيده في الخبز يحصل علي سلع تموينية.. وأوقفت وزارة التموين التعامل بالبطاقات الورقية من أول الشهر القادم تحفيزا للمواطنين لاستبدالها بالبطاقة الذكية. وكشف التطبيق عن نوع جديد من البطاقات، وهو البطاقة السوداء، وهي التي تظهر علي ماكينة الصرف بهذا المسمي، وهنا يعاني المواطن بالتوجه الي مكتب البريد والشركة المسئولة دون جدوي.. وهناك بطاقات لا يوجد لأصحابها ملف وأصبحت من السواقط. والنوع الاخير الذين يصرفون عدد أفراد البطاقة دون خصم من تم استخراج بطاقات مستقلة لهم من الأبناء، ويواصل اصاحبها الصرف كاملا!! وهناك بعض العائلات لم تشطب حالات الوفاة! وكان قرار وزير التموين خالد حنفي بصرف المقررات التموينية من أي منفذ صائبا فقد حد من التزاحم والمشاجرات علي أبواب البقالين منذ الساعات الأولي للصباح.. وقد بلغ قيمة ما صرفه أصحاب البطاقات عن فرق الخبز 384مليون جنيه. ومن السلبيات التي كشف عنها تطبيق المنظومة عدم قيد الأطفال المولودين بعد عام 2005 ومن ليس لديهم بطاقات لتجدهم يقفون أمام المخابز يتسولون بعض الأرغفة ممن يحصلون علي حصصهم.. ومعاناة المرأة المعيلة والعاطل وعامل اليومية، وفي المقابل هناك نحو 15 مليون صاحب بطاقة لا يستحقون الدعم وهم من الاثرياء الذين يقفون بسياراتهم الفارهة ليحصلوا علي المقررات التموينية والخبز. واذا طلبت ممن ليس لديهم بطاقات ان يتوجهوا الي مكاتب التموين للحصول علي ورقة معتمدة لصرف الخبز بموجبها قال لك سامحك الله هو فيه حد يعرف يدخل مكتب التموين ويتكلم مع المسئول؟ ورغم السلبيات جاءت المنظومة لتسعد الملايين وكأنها علاوة اضافية لكل فرد.. لكن الغريب أن المنظومة تضمنت حق البقال تحصيل مبلغ جنيه عن كل بطاقة يتم صرفها لتحسين مستوي الخدمة ومقابل الساعات الاضافية، لكن الشركة التابع لها عز عليها ذلك، وطمعت وطلبت اقتسام الجنيه معه باعتبار ان البقال موظف عندها.. واعترض البقالون وطالبوا الشركة باقتسام الغرامات والمخالفات معهم.. وتصاعدت الازمة عندما قرر وزير التموين السماح لاصحاب البطاقات بالصرف من الفاملي ماركت الذين تمسكوا بصرف الجنيه كاملا لهم.. ولا يزال الخلاف محتدماً. والآن نجد حاجة المنظومة للمراجعة الدقيقة وتخفيف الأعباء عن الذين لديهم بطاقات ذكية، وتطوير مكاتب التموين بشريا وتكنولوجيا لاجراء الحصر الدقيق للمستحقين.. والاشراف علي المخابز حتي تقدم للمواطن رغيفا جيدا غير منقوص عما هو محدد له، ومن الطريف قيام احد المتقدمين للترشح بإقامة تاندات أمام المجمعات وإدارات تموين مصر الجديدة لحماية المواطنين من الشمس والأمطار.