الرئيس التونسى المنتهية ولايته والمرشح لانتخابات الرئاسة المنصف المرزوقى يدلى بصوته فتحت مكاتب الاقتراع أبوابها صباح أمس في تونس التي تنظم أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخها دعي إليها نحو 5٫3 مليون ناخب. واصطف ملايين الناخبين أمام 11 ألف مركز اقتراع حيث تواصلت عمليات التصويت منذ الساعة الثامنة صباحا (11 صباحا بتوقيت القاهرة) وحتي الساعة السادسة (التاسعة مساء بتوقيت القاهرة). وبحسب القانون الانتخابي يتعين علي الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية في مدة أقصاها 3 أيام بعد إغلاق آخر مكتب للاقتراع وأعلنت الهيئة أنها ستسعي لاختصار المدة إلي يومين. وفي حال عدم حصول أي من المرشحين علي الأغلبية المطلقة (50% +1) من أصوات الناخبين ستجري جولة ثانية من الانتخابات في موعد أقصاه 31 ديسمبر القادم يشارك فيها المرشحان المتصدران للسباق. ونقلت شبكة سكاي نيوز الإخبارية البريطانية عن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قولها إن نسبة الإقبال علي التصويت في الداخل بلغت نحو 12% بعد 3 ساعات من بدء الاقتراع وتعتبر هذه النسب ضعيفة مقارنة بالانتخابات التشريعية في ظل استمرار الإقبال الضعيف للفئات الشبابية مقابل نسب متوسطة للكهول والشيوخ. من جانبها أعلنت منظمة "مراقبون" المتخصصة في مراقبة العملية الانتخابية أن نسبة احترام القانون الانتخابي بلغت 78% مع عدم تسجيل أي إخلال أو تجاوز خطير. وكان رئيس الهيئة العليا للانتخابات التونسية شفيق صرصار قد ذكر أنه تم اعتماد 27 ألف مراقب و65 ألف ممثل للمرشحين للانتخابات الرئاسية. من ناحية أخري أعرب رئيس الحكومة المؤقت مهدي جمعة عن يقينه بأن تونس ستنتصر في الانتخابات الرئاسية مشددا علي أن الجماعات الإرهابية لن تستطيع أن تشوش علي الانتخابات. من جانبه اعتبر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة أن الانتخابات الرئاسية "مكسب ثوري ودليل علي نجاح التجربة الديمقراطية في نسختها التونسية بغض النظر عما ستفرزه نتائج الانتخابات" وطالب الغنوشي التونسيين بالعمل قدر الإمكان للمحافظة علي ثورتهم. وردا علي المخاوف من عودة النظام القديم قال الغنوشي "اليوم سقطت الأصنام وتحققت الأحلام.. لن تعبد بعد اليوم أصنام الحزب الواحد". ويتنافس في الانتخابات 27 مرشحا انسحب منهم 5 لكن هيئة الانتخابات أوضحت أن أسماءهم بقيت علي بطاقات التصويت لأنهم انسحبوا بعد المدة القانونية المحددة وبعد طباعة البطاقات وتوزيعها. وتشير استطلاعات الرأي إلي أن رئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي مؤسس ورئيس حزب "نداء تونس" العلماني هو المرشح الأوفر حظا للوصول إلي قصر الرئاسة رغم الانتقادات التي توجه إليه باعتباره أحد رموز نظام بن علي لكن السبسي (87 عاما) وغيره من المسئولين السابقين يؤكدون ان أيديهم لم تتلطخ بالفساد ويطرحون أنفسهم بوصفهم أكفاء يتمتعون بالمهارة اللازمة لقيادة البلاد. ويعد الرئيس المنتهية ولايته المنصف المرزوقي الذي اختاره البرلمان في عام 2011 رئيسا مؤقتا أبرز منافسي السبسي إلي جانب حمة الهمامي زعيم الجبهة الشعبية وهو ائتلاف يضم أكثر من 10 أحزاب يسارية راديكالية وسليم الرياحي رجل الأعمال الثري ورئيس النادي الأفريقي التونسي لكرة القدم والقاضية كلثوم كنو وهي المرأة الوحيدة التي تخوض السباق. في المقابل لم يقدم حزب النهضة الإسلامي مرشحا للانتخابات كما أعلن أنه لا يدعم أيا من المرشحين. وبحسب الدستور يتمتع الرئيس بصلاحيات محدودة مقارنة برئيس الوزراء.