هل تتراجع الشرطة الإسرائيلية لصالح قوات الجيش لمواجهة الفلسطينيين؟ أجمعت ردود فعل أروقة السياسة الإسرائيلية علي ضرورة تفعيل الخيار العسكري ضد الفلسطينيين في القدسالشرقية، بداعي الحيلولة دون اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، وفي حين تجاهلت الحكومة الاسرائيلية الحديث من قريب أو بعيد عن إرهاب المتطرفين اليهود، كشفت معلومات موثقة اعتزام المستوي السياسي في تل أبيب التعامل عسكرياً مع من وصفهم بمثيري الشغب من الفلسطينيين في المدينةالمحتلة. أكدت المعلومات التي نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي يورام كوهين أوصي رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو بوقف الاعتماد علي قوات الشرطة في القدسالشرقية، وتكليف الجيش بحسم الموقف مع الفلسطينيين، وخلال آخر جلسات الخارجية والأمن التابعة للبرلمان "الكنيست"، اعتبر نتانياهو أن الرئيس الفلسطيني مسئول عما وصفه ب "الإرهاب الفلسطيني"، وأنه لابد من التعاطي الاستباقي بقوة سلاح الجيش، لقطع دابر أية محاولة لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة. لم يكن رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية زئيڤ أليكين أقل حدة من رئيس جهاز الأمن العام يورام كوهين في الدعوة إلي تفعيل الخيار المسلح ضد الفلسطينيين في القدسالشرقية، إذ وجه حديثه خلال الجلسة إلي نتانياهو ووزير خارجيته أڤيجدور ليبرمان، زاعماً أن القدسالشرقية لم تعد خاضعة لتنفيذ القانون، فلا تُجبي فيها الضرائب، ولا تُدفع فيها العوائد، وبعيداً عن إثارة الشغب في المدينة، لابد من الاعتماد علي القوة العسكرية– حتي إذا كانت للردع– لتطبيق القانون وفرضه علي الجميع، ولا ينبغي التحسب من الدعوة لفرض النظام علي كل من يقيم بالمدينة. وبحسب تقرير نشرته معاريڤ، أصيب وزير الدفاع الإسرائيلي موشي "بوجي" يعالون بصدمة بالغة، حينما اتهمته أكثر من دائرة سياسية بالإخفاق في العدوان الإسرائيلي الأخير في قطاع غزة، المعروف إسرائيلياً ب "الجرف الصامد"، كما اعترف يعالون نفسه في جلسات مغلقة بأنه إذا كانت منظومة "القبة الحديدية" تمكنت من إحباط إطلاق نسبة كبيرة من الصواريخ الغزاوية علي إسرائيل، فسلاح الجو الإسرائيلي لم يتمكن من حسم المعارك لصالح إسرائيل في وقت قصير، كما أن تأخُر توغل القوات البرية في القطاع ألحق بإسرائيل خسائر فادحة. ومن هذا المنظور رأت الصحيفة العبرية أن تدخل القوات البرية الإسرائيلية في القدسالشرقية بات ضرورة ملحة، واعتبر تقرير معاريف أنه نظراً لالتهاب الأوضاع علي حدود اسرائيل، ركّز المستوي السياسي في وضع الجيش علي تلك الحدود، وتجاهل إلي حد كبير الجبهة الداخلية، رغم أن تلك الجبهة هي المشكلة الجوهرية، التي ينطلق منها النزاع، لا سيما المواجهة مع الفلسطينيين، كما أن مشكلة عودة اللاجئين لا زالت تفرض نفسها علي إسرائيل، وباتت حجر الزاوية في المواجهات شبه الدائمة مع اسرائيل. لذلك رأت الصحيفة العبرية أنه لابد من تفعيل الخيار العسكري ضد الفلسطينيين، لأن الشرطة أو قوات الأمن الداخلي الاسرائيلي لن تنجح في احتواء الوضع المتردي، الذي بات يفرض نفسه علي أرض الواقع، لا سيما في القدسالشرقية.