اندلعت اشتباكات أمس في العاصمة الليبية طرابلس مما أدي إلي إغلاق المطار الرئيسي الذي يعمل في المدينة. وشهدت طرابلس هدوءا إلي حد بعيد منذ سيطرت قوات «فجر ليبيا» - وهي جماعة مسلحة متطرفة تتبع مدينة مصراتة - قبل أشهر علي المدينة وتشكلت حكومة منافسة لحكومة رئيس الوزراء «عبد الله الثني» التي تتخذ من مدينة طبرق شرقا مقرا لها. وقال متحدث باسم هيئة الطيران المدني إن مطار معيتيقة أغلق بسبب الوضع الأمني. وأصبح معيتيقة المطار الرئيسي في العاصمة منذ أن تسبب القتال خلال الصيف في إلحاق أضرار بمطار طرابلس الدولي وإغلاقه. من ناحية أخري, أعلن مجلس النواب الليبي, المعترف به من الأسرة الدولية, بنغازي الواقعة شرق البلاد «مدينة منكوبة» حيث تدور اشتباكات متواصلة أسفرت في الشهر الأخير فقط عن سقوط نحو 400 قتيل نصفهم من الجنود. وقال مجلس النواب الليبي الذي يتخذ من طبرق مقرا له في بيان إن «الأوضاع التي تشهدها مدينة بنغازي والصراع بين قوات الجيش والشعب المنتفض من جهة والجماعات الإرهابية من جهة أخري, وما أسفر عنه من خسائر بشرية وأضرار مادية, وانعدام فرص تقديم الخدمات للمواطنين, دعت المجلس إلي اتخاذ عدة إجراءات من بينها إعلانها مدينة منكوبة». وأطلق اللواء المتقاعد «خليفة حفتر» في مايو الماضي حملة «الكرامة» لمحاربة ميليشيات متطرفة, وذلك بمساندة الجيش ومسلحين مدنيين من مختلف مناطق بنغازي, ثم أطلق في 15 اكتوبر هجوما ثانيا لاستعادة المدينة التي وقعت في أيدي المتطرفين في نهاية يوليو الماضي. وخلال المعارك المتصاعدة منذ شهر, تمكنت الميليشيات من إبعاد قوات حفتر إلي تخوم المدينة التي أفرغوها من أي تواجد لرجال الجيش والشرطة, بعد سيطرتهم علي معظم المعسكرات ومراكز الشرطة. لكن هؤلاء المقاتلين تقهقروا مجددا وعادوا للتحصن في مناطق آهلة وسط المدينة بعد انطلاق الحملة الثانية لحفتر التي لاقت دعما شعبيا واسعا وهو ما ضيق الخناق عليهم. وحفتر الذي وصفت حملته الأولي بأنها انقلاب, لقي مؤخرا اعترافا صريحا من السلطات التشريعية والتنفيذية للبلاد. وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الأركان العامة للجيش العقيد أحمد المسماري أن ما يعيق عملية الحسم للجيش في محوري الصابري والمدخل الغربي لمدينة بنغازي هو امتلاك الميليشيات المتطرفة لاسلحة قنص متطورة وبعيدة المدي إضافة إلي تحصنهم داخل المباني العالية. من جهته أعرب العقيد جمال الزهاوي قائد الكتيبة 21 في القوات الخاصة عن أمله في أن «يصمد المدنيون المسلحون الموالون للجيش في مختلف مناطق المدينة ويستمروا في إغلاق منافذ مناطقهم حتي لا يتمكن المتطرفون من الفرار إليها». من ناحية أخري, تواصلت في طرابلس محاكمة «عبد الله السنوسي» رئيس المخابرات في عهد العقيد السابق «معمر القذافي» والمتهم بالقتل والخطف والتخريب والتورط في عمليات اغتصاب وسوء استغلال أموال عامة والإضرار بمصالح البلاد.