سامى داوود والماكينة التى «يظبط» بها ملابس الزبائن المحل صغير ، وعدة الشغل ماكينة خياطة ومقص ومازورة ، وخيط من جميع الألوان، وزراير ومجموعة إكسسوارت تستخدم في كافة أنواع الملابس ، البعض يطلق عليه لقب " المظبطاتي " بمعني الشخص المحترف في عملية تأييف وتظبيط أي قطعة ملابس يشتريها الزبون من محلات الجاهز ، تطلع طويلة يقصرها ، تطلع ضيقة يوسعها ، تطلع قصيرة يطولها ، وهكذا . اسمه سامي داوود – 37 سنة – حاصل علي بكالوريوس علاقات صناعية من الجامعة العمالية ، لم يعمل بشهادته واتجه مباشرة للعمل " مصلحاتي ملابس " وعندما سألته عن الفرق بينه وبين "الترزي " قال : " الترزي عنده خبرة طويلة في تفصيل الملابس ، يعني بياخد مقاسات ويستلم "قماش" ويعرض علي الزبونة كتالوجات تنتقي منها موديل الفستان أو التايير أو البدلة اللي عايزاها ، وعنده بترونات بيقص عليها ويخيط ويعمل بروفة مقاس للزبونة مرة واتنين لحد ما يسلمها الفستان اللي هي متفقة عليه ، وفي الحالة دي الزبونة بتاخد اللي طلبته مظبوط تماما ، أما "المظبطاتي أو المصلحاتي" أو بتاع التأييف اللي زي حالاتي فده بتبقي كل مهمته استلام بنطلون من زبون يكون واسع عليه فيقوم بتضيقه أو توسيعه أو تطويله أو تقصيره المهم يظبطه لأن الزبون بيكون شاري البنطلون جاهز والجاهز عمره ما بيبقي مظبوط لاختلاف الأجسام حتي بين اللي مشتركين في مقاس واحد بعكس التفصيل اللي بيستلمه الزبون علي " المازورة " تماما سامي تعلم هذه المهنة من ابن عمته منذ 17 سنة ، المسألة في البداية كانت مجرد هواية ، ثم أحبها وتعمق فيها من خلال عمله في أتيليه خاص تمتلكه شقيقته للملابس الحريمي ، يعاونها نهارا في الأتيليه وفي فترة بعد الظهر يذهب إلي المحل لإنجاز عمله في تصليح الملابس للزبائن الذين تعودوا التعامل معه من أهل حي شبرا ، خاصة أنه كان يمتلك محلا في سوق الراعي الصالح الذي احترق الدور الثالث منه الشهر الماضي ، ولحسن حظه لم تصل النار إلي محله لكن الحي قرر إخلاء المبني بالكامل وقام بقطع الكهرباء عنه ، واضطر سامي إلي البحث عن محل آخر نقل إليه ماكينة الخياطة ليواصل المهنة التي أحبها ويأكل منها عيش . لكل ترزي تخصص ، بمعني أن الترزي الحريمي لا يعمل كترزي رجالي والعكس صحيح ، أما سامي فيقول :إن "المصلحاتي أو المظبطاطي" فهو يتعامل في كافة أنواع الملابس ، حريمي ورجالي وأطفال ، سواء كانت" كاجوال " ، أو كلاسيكية ، أو فساتين سهرة وأفراح ، وكل قطعة لها سعر، فهناك فستان يتم تظبيطه ب" 20 " جنيه ، وفستان آخر بمائة جنيه ، وتظبيط البناطيل تبدأ من 10 إلي 25 جنيها ، وأكد أن سر ارتفاع أثمان فساتين الأفراح والسهرة وبعض البدل الحريمي والتاييرات المصنوعة محليا يرجع إلي ارتفاع سعر القماش المستورد لارتفاع سعر الدولار ، وارتفاع ثمن بقية الخامات التي تدخل في التفصيل، ويقول سامي داوود: إن أغلب الناس ومن كافة الطبقات تهرب الآن من شراء الملابس الجاهزة لغلو سعرها وأصبحت تتجه للمستعمل النظيف لأنه من الماركات العالمية . وعن نوعية زبائنه قال سامي إن زبائنه رجال ونساء لكن أكثر زبائنه من الشباب من الجنسين حيث يحرص الجيل الجديد أن يكون لبسه علي مقاسه بالضبط خاصة البنطلونات الجينز وعندما سألته هل يحلم أن يكون ترزيا رد سامي بسرعة أحلم أن يكون عندي مصنع ملابس جاهزة أو ورشة صغيرة وقال: إنه لو تحقق حلمه سيحقق نجاحا كبيرا لأنه اكتسب خبرة كبيرة ومعرفة عن قرب بأذواق الناس وبالتالي سيسعي إلي إنتاج ملابس ترضي الجميع .