هل أصبح الأمن في مصر مسئولا عن اختفاء زوجة أو هروبها.. أو عن مشاكل أسرية بين الأهل والأبناء حول فتاة مسيحية أحبت مسلما.. أو مسيحيا أراد الالتفاف علي الدين وتغييره للحصول علي حريته في الطلاق ثم الارتداد إليه بعد ذلك.؟! هذا الكلام تكرر وبصور غاضبة وانفعالية وصلت إلي حد الاعتصام والتظاهر علي مدي السنوات السابقة.. وشكلت عبئا علي أجهزة الأمن في أغلب محافظات الصعيد بالذات.. ثم أثير الآن بعد قضية اختفاء زوجة كاهن دير مواس بالمنيا.. والتظاهرات التي قام بها بعض المسيحيين في الكاتدرائية بالعباسية والمنيا.. واعتبره المسيحيون المعتدلون.. ومعهم المسلمون الحريصون علي الروابط بين جناحي الأمة بمثابة تهديد للوحدة الوطنية.. وخاصة بعد عودة زوجة الكاهن واكتشاف ان الأمر مجرد خلافات أسرية عادية.! الواضح أمام الجميع ان هناك عناصر تسعي لابتداع مشاكل.. واختلاق أزمات وذلك لتصعيد الأمور.. وتصويرها بأكبر من حجمها الحقيقي.. وذلك لتعزيز ادعاءات الاضطهاد.. وإبرازها لخدمة مصالح خارجية.. وأهداف معروفة للجميع.! قيادات قبطية متزنة وعاقلة طالبت بعد الأزمة الأخيرة بمحاكمة المتسببين في محاولة اشعال الفتنة في تلك القضية ومحاكمتهم جنائيا.. ومعهم الصحف المعارضة والأقلام التي صعدت من حجم الحدث.. ليكونوا عبرة لمن يحاول ان يثير الفوضي ويعبث بالأمن القومي.. والسلم الاجتماعي لبلدنا. لعل هذا ما دعا أيضا الناشط القبطي جمال أسعد عضو مجلس الشعب الأسبق إلي اتهام المتاجرين بقضية الأقباط.. باستغلالها للتنديد بالدولة وادعاءات ممارساتها ضدهم.. وبحسه الوطني طالب الجميع بالاعتراف بالخطأ.. وتقديم الاعتذار عنه.! لكن كيف يعترفون بالخطأ في ظل تسامح الدولة.. وغياب ثقافة عالمية اسمها الاعتذار.؟!
البعض من الأخوة الأقباط الذين ينددون بالممارسات الحكومية ضدهم كما يدعون في تجمعاتهم المتصلة بالخارج يتجاهلون عمدا أن أكبر مجلة اقتصادية في العالم وضعت ضمن احصائية أغني أثرياء العالم التي تعدها سنويا.. مجموعة من الأسر القبطية في مصر.. بعدما أصبحوا يملكون مؤخرا مليارات من حجم نشاطهم الاقتصادي.. وهؤلاء لم يكونوا مدرجين علي قوائم أثرياء العالم من قبل.! تقرير المجلة العالمية شهادة للدولة.. ووسام لسياستها التي فتحت أبواب الاستثمار.. وتحقيق مكاسب وثروة أمام الجميع مسلمين وأقباطا دون تمييز سياسي أو عقائدي أو ديني أو غيره.. وهو ما سمح بتقدم الأخوة الأقباط الذين يملكون أغلب التوكيلات الأجنبية ليتصدروا طابور الاستثمار بل ويتجاوزوا المسلمين في ظل سياسة اقتصادية حرة.. واستثمار مفتوح أمام الجميع بلا استثناءات. لذا أقول.. كان الله في عون مصر من ممارسات بعض أبنائها.. من حاملي لافتات الدين والتدين.. والذين يحملون أجندة أجنبية تحت عباءة الدين.!