اليوم عيد الحب. في بداية هذا اليوم،سوف أضع وردة بيضاء علي قبر مصطفي امين صاحب فكرة هذ العيد.. الذي دعا له منذ أكثر من ثلاثين عاما، بعد أن رأي جنازة تسير بميدان السيدة زينب، ولا يشيعها سوي ثلاثة رجال. سأل عن عمر الميت، وعرف أنه رجل في السبعين من عمره. فتعجب وتساءل عن سبب عدم اكتسابه لعدد أكبر من الاصدقاء، يحرصون علي تشييع جنازته ووداعه قبل أن يواري التراب. فكر أنه قد يكون قد انغمس في طموحاته، فتناسي الناس فنسوه. ومنذ ذلك اليوم بدأ مصطفي أمين يدعو في عمود فكرة لتخصيص يوم من كل عام للاحتفال بالحب والوفاء. اختار له القراء يوم 4 نوفمبر، ليكون عيدا لتبادل المشاعر الصادقة بين الناس، ولمحاولة إسعاد الاعزاء الذين شغلتنا الحياة عنهم ونسيناهم علي مر الايام! الدنيا عندما تمتلئ بالحب تمتلئ بالسعادة وراحة البال. إذا كرهنا كل الناس كرهنا كل الناس. فالقلوب السوداء لا تري إلا السواد. الحب هو الذي ينير لنا الدنيا ويزيل من نفوسنا القلق والتوتر.. ويعطينا القدرة علي الاحتمال والصمود! نحن لا نحلم أن يكون جميع الناس ملائكة ولكن نتمني أن يعود الانسان انسانا فيه صفات البشر ولهذا نريد أن نقاوم الوحشية فالإنسان المتوحش أكثر خطرا من الحيوان المتوحش . نريد بالحب أن نقاوم الطمع والجشع لأنه هو المحطة النهائية للذين لا يعرفون الرضا بما أعطاهم الله. هؤلاء قوم يعشقون أنفسهم يحاولون أن يستولوا علي كل شئ بالنصب والاحتيال والسرقة ولو كان في قلوبهم ذرة من الحب لأشفقوا علي الغلابة والضعفاء الذين تركوهم يتضورون جوعا. يجب أن نحب مصر بصدق لكي نستطيع أن نحافظ عليها ونحميها من الارهاب، وننهض بها من جديد. فالذين لا يعرفون الحب لا يعرفون الهناء ولا يعرفون الاستقرار، ولا يعرفون أي متعة من متع الحياة! فلنجعل عيد الحب مولد نظرة جديدة لبلادنا. نضحك لها، فتضحك لنا. نضاعف فيها الجهد فتضاعف لنا الجزاء. هذا العيد ليس عيدا للهدايا. فالهدية التي يمكن أن تقدمها لبلدك اليوم هي أن تحاول أن تجفف دمع أسرة شهيد، أن تمد يدك إلي محتاج، أن تطعم جائعا. المهم.. أن تحاول رسم ابتسامة علي شفاه تعسة. مطلوب من كل واحد منا أن يقدم هدية للإنسانية في هذا اليوم الجميل. كل عيد حب وقلبك صاف، تحب كل الناس وكل الناس تحبك.