أحسب أنه من الضروري الإشارة والتنبه الآن لقضية مهمة ومصيرية، يجب أن تكون موضع الاعتبار في أذهاننا جميعاً بأكبر قدر من الوضوح، في ظل الظروف الدقيقة التي نمر بها حالياً، وما نواجهه من تحديات جسيمة وخطيرة، وما نخوضه من حرب شرسة ضد الإرهاب وعصابات التكفير والتخريب والضلال، سيكون لها بالقطع تأثيرها البالغ علي حاضر هذه الأمة ومستقبلها لسنوات عديدة قادمة. القضية التي يجب التنبه لها جيداً و التركيز عليها من الجميع بصفة دائمة ومستمرة، بحيث نضعها أمام أعيننا كهدف نسعي لتحقيقه دون كلل أو تراخ طوال خوضنا للحرب ضد الإرهاب، هي ألا نسمح للإحباط أو الشعور باليأس التسلل إلي داخلنا، أو الاستقرار في نفوسنا وعقولنا، والسيطرة علي تفكيرنا وسلوكنا. ولابد أن نعي جيداً، أن التحديات الضخمة التي نواجهها علي جميع المستويات، السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأيضاً الأمنية، هي وحدة متكاملة غير منفصلة ولا مجزأة، وإن بدت علي غير ذلك في أحيان كثيرة بالنسبة للنظرة العابرة أو السريعة، والعين غير الفاحصة وغير المدققة في واقع الأشياء وحقائق الأمور وجوهرها. وعلينا أن ندرك جيداً، أن عدونا يسعي بكل الطرق الخسيسة والدنيئة كي يدخل اليأس والإحباط إلي نفوسنا، وأنه لن يتورع عن ارتكاب وفعل أقذرالجرائم الإرهابية، وأكثرها جبناً وخسة ودموية، ليصل إلي هدفه ومبتغاه، ...، وهو ما لا يجب أن نمكنه منه أبداً، بقوة إرادتنا، وتماسكنا، ووحدتنا، وإصرارنا علي هزيمته والانتصار عليه، ...، وهو ما سيتحقق بإذن الله. وفي هذا، أحسب أنه من الضروري أن نؤمن إيماناً كاملاً لا يتزعزع بقدرة شعبنا وقواته المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الأبطال علي تحقيق النصر، وهزيمة قوي الشر والإرهاب والضلال، الساعية لخراب الوطن ودمار الأمة وإسقاط الدولة، ...، وعلينا قبل ذلك كله وبعده أن نثق بالله العلي القدير ودعمه ومساندته لنا في صراعنا مع جماعات الظلام وقوي البغي والعدوان.