ما يجب أن ننتبه إليه جيدا ونوليه إهتماما خاصا، بحيث نضعه دائما نصب أعيننا كهدف نسعي لتحقيقه دون كلل أو تراخ، هو ألا نسمح للاحباط أو الشعور باليأس التسلل إلي داخلنا أو الاستقرار في نفوسنا وعقولنا والتحكم في تفكيرنا وسلوكنا. هذه قضية مهمة ومسألة مصيرية، لابد أن تكون واضحة في أذهاننا بأكبر قدر من الوضوح، في ظل الظروف بالغة الدقة والحساسية التي نمر بها الآن، وما نواجهه من تحديات جسيمة وخطيرة ستحدد حاضر هذه الأمة ومستقبلها لسنوات عديدة قادمة. وفي ذلك لابد أن نعي جيدا أن التحديات الضخمة التي تواجهنا الآن علي كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأيضا الأمنية، هي وحدة واحدة متصلة غير منفصلة، وإن بدت غير ذلك في أحيان كثيرة بالنسبة للنظرة السريعة والعين غير الفاحصة وغير المدققة في حقيقة الأشياء وجوهرها. وهذه التحديات رغم تعددها وكثرتها وتنوعها ما بين أزمات الكهرباء والنقص الحاد في المواد البترولية، وأزمة المرور وسوء حالة الطرق، وتدهور الرعاية الصحية والحالة المزرية للمستشفيات العامة والخاصة، وما تواجهه من تدهور في مستوي التعليم وحاجة ماسة إلي التحديث، بالاضافة إلي الأزمات الملحة في اتاحة فرص العمل وزيادة نسبة البطالة، ونقص الانتاج، وزيادة الاستهلاك، وارتفاع الأسعار،...، وغيرها، وغيرها، هي كلها أجزاء متصلة ببعضها البعض في اطار واحد وتحت مسمي واحد هو الأزمة الاقتصادية. ولابد أن ندرك ان الأزمة الاقتصادية لها انعكاسات وتداعيات اجتماعية بالضرورة، تظهر وتزداد مظاهرها السلبية في ظل زيادة الفقر، وانتشار العشوائيات، وزيادة البطالة وغيبة الانضباط وغياب القانون، وهي الآفة التي نتعرض لها اليوم كنتيجة مباشرة للأزمة الاقتصادية. فإذا ما أضفنا إلي ذلك كله تلك الحرب الشرسة التي نواجهها الآن مع جماعات الظلام والتطرف والإرهاب التي تسعي لخراب الوطن ودمار الدولة، لوجدنا أنفسنا في حاجة ماسة إلي الثقة بالنفس والإيمان بقدرة الشعب علي المواجهة والتصدي، وعدم السماح للاحباط أو اليأس بالتسلل إلينا علي الاطلاق،...، وقبل ذلك كله الإيمان بأن الله سبحانه لن يخذلنا أبدا.