وسط شوارع منطقة الحسين التاريخية وبالتحديد بشارع المعز يوجد مبني تاريخي يرجع الي عهد محمد علي باشا الاهمية ليست ان المبني تاريخي وانما ما يحتويه من كنز يؤرخ التاريخ المصري بالخيوط والقماش لا احد يعرف عنه شيئا !.. متحف النسيج المصري هي اللوحة التي تم وضعها اعلي المبني ورغم وجوده في اكثر المناطق التاريخية والتي يتهافت عليها الاجانب الا ان السياح قد يمرون بجواره دون ان يعلموا سر هذا المبني وما يحتويه من كنز يحكي حضارة مصر بداية من الفرعونية وحتي أسرة محمد علي باشا من خلال المنسوجات وملابس ورموز ورسومات كل حقبة تاريخية تعبر عن ملامح تلك الفترة. بمجرد ان تقع عيناك علي مبني المتحف تشعر بفخامة وعراقة المبني الذي انشأه محمد علي باشا بهدف جعله سبيلا ومدرسة للايتام 1828م كصدقه علي روح ابنه اسماعيل الذي مات في السودان وكانت هذه المدرسة تعد أول مدرسة حديثة في العالم ليظل الحال الي ان تم اهماله بشكل كبير لدرجة تساقط وتصدع المبني التاريخي.. وعام 2005 قرر ترميمة الي ان تم الانتهاء منه عام 2010 ليتحول بعد ذلك الي متحف النسيج المصري. رغم اهمية المكان التاريخة والسياحية والحاجة الي تسويقه الا ان بيروقراطية التعامل الحكومي مع وسائل الاعلام هي السمه الرئيسية في كل شئ يتبع وزارة الآثار التي تضفي علي قطاعتها السرية التامة في التعامل مع الصحافة ورفض المدير المسئول التعاون الا بتصريح مباشر من وزارة الآثار. رغم ان جميع المعلومات التاريخية متاحه للزائرين ولكن «بعبع» الإعلام دائما ما يؤرق مسئولي وزارة الاثار. قمنا بجولة سياحية داخل المتحف رافقتنا بها نرمين ناجي المشرفة علي ادارة التوثيق الاثري وقامت بعرض محتوياته وأهمها غرفة كسوة الكعبة والتي تحتوي علي ستارة باب التوبة والاحزمة المنسوج عليها الآيات القرآنية للكعبة الذي يتكون من ثلاث قاعات الاولي الفرعونية وتنقسم الي ثلاث غرف الاولي خاصة بالازياء وتحتوي علي مآزر للملك توت عنخ امون ونماذج أخري لملابس جميع طوائف المجمتع من كهنة وافراد شعب،اما الغرفة الثانية فهي خاصة بالحياة اليومية وتحتوي علي الملايات والفوط والأقفاص الخاصة بالأسواق وغيرها من الاشياء التي يحتاجها المصري القديم في حياته اليومية واهمها مقتنيات للملكة حتشبسوت. والغرفة الثالثه وهي الخاصة بالحياة الجنائزية حيث كان معروف عن الفراعنه اعتقادهم بالبعث للحياة بعد الموت وكانوا يهتمون بالشعائر الجنائزية وتحتوي الغرفة علي قطع من الكتان المستخدم في التحنيط وأدواتها وغيرها من نماذج تجسد الجنائز قديما. انتقلنا بعد ذلك قاعه العصر الروماني واليوناني والقبطي ويحتوي علي مجموعة من الاقمشة والمنسوجات التي تحتوي علي رسومات ورموز تعود بنا الي العصر الخامس والثالث الميلادي ،ما ييرز الطابع القبطي علي المنسوجات الخاصة بفترته حيث كان استخدام الزخارف والرسومات الحيوانية والنباتية والادمية بالاضافة الي الاشكال الهندسية الاكثر استخداما. اما القسم الاكبر هو الاسلامي والذي يحتوي علي عدة اقسام بناء علي الفترة التاريخية الخاصة بها بداية من العصر الاموي الذي يتميز بانه مزيج بين الشكل القبطي والاسلامي والعباسي بداية ملامح الفن الاسلامي واستخدام الخطوط العربية ،و العصر الطولولني لذي تأثر بالملامح الفارسية وزخارف الدولة الايرانية ،و العصر الفاطمي الذي تميز بالكتابات العربية واستخدام الخطوط المنعكسة ،ومن بعدها الأيوبيين والذي أزدهر بعمليات النسخ والعبارات المكررة علي الملابس مثل المواعظ والحكم ،و ياتي بعده العصر المملوكي الذي تميزت منسوجاته بنقش ما يعرف بالرنوك وهو شعار للامراء علي ملا بسهم ليميز وظيفة كل منهم ،بالاضافة الي ازدهار عمليات الطباعة وأخيرا الفترة العثمانية واسرة محمد علي وهي من أكثر العصور التي برزت فيها وجود قطع كاملة للمنسوجات وأهمها سجادة لمحمد علي باشا من الحرير الاحمر المذهبة وقد أهداها ال ابنته زينب في زفافها.