مع اطلالة عام هجري جديد ودعائنا بأن يكون عام خير ويمن وبركات علي مصر وابنائها وعلي الأمة الاسلامية ما أحوجنا ونحن نتذكر ونحتفل بهجرة رسولنا الكريم محمد صلي الله عليه وآله وسلم أن نتحلي بأخلاقه ونعمل بقيمه النبيلة التي سعي الي غرسها في نفوس المسلمين وأوصي وشدد علي العمل بها بقوله «إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق». انني اتساءل لماذا غابت هذه القيم الرائعة التي تربينا عليها وكانت نبراسنا في الحياة؟ اين ذهبت مكارم الاخلاق، كيف ضاع الحب والود والتراحم؟ لماذا اختفي الايمان الحقيقي بكل مايحمله من معان سامية؟ وبينما أبحث عن اجابات لهذه الاسئلة كرد فعل لواقع مؤلم أصدم يوميا بما يحدث علي ارض الواقع وما نتابعه من احداث مؤلمة. اساتذة الجامعات حملة شعلة العلم يهربون المولوتون والسلاح للجامعات وهم يعون تماما انه سيزهق ارواح ابرياء ويخرب منشآت كلفت الدولة والمواطنين من دافعي الضرائب ملايين الجنيهات.. الطلبة الذين لاهم لهم الا التظاهر وتعطيل الدراسة دون مراعاة لمصالح زملائهم الذين يسعون لتحصيل العلم.. ملائكة الرحمة من الاطباء من بعض المستشفيات الذين يرفضون اسعاف طفل أصيب في مدرسته ويتركونه ينزف حتي الموت.. الاهمال والتسيب في بعض المدارس والذي يؤدي الي تراجع العملية التعليمية واحيانا الي حوادث تؤذي الطلبة.. الكوارث التي تحدث نتيجة للسرعة الجنونية وعدم احترام قواعد المرور.. الآباء والامهات الذين يعانون من عقوق ابنائهم.. قضايا الفساد الناتجة عن خراب ذمم من لاضمائر لهم. أتمني أن يبدأ كل منهم بمحاسبة نفسه والتأكد بأنه اتقي الله سبحانه وتعالي فيما قام به من اعمال فما احوجنا إلي تذكر قول شاعرنا العظيم أحمد شوقي. وإذا أصيب القوم في أخلاقهم.. فاقم عليهم مأتما وعويلا.